(أحَاذر بوَّابَيْنِ قد وكِّلاَ بِنا ... وأسْوَدَ مِن ساجِ تَصر مسامره) // الطَّوِيل //
فَقَالَ جرير لما بلغه ذَلِك
(لقَد وَلدَتْ أمُّ الفرزدق فاجِرًا ... فجاءَتْ بوَزْوَازٍ قصير القوادمِ)
(يُوصِّلُ حِبْلَيِهِ إِذا جَنَّ ليلُهُ ... ليرْقى إِلَى جارَاته بِالسلاَلمِ)
(تدلَّيتَ تَزْنِي مِن ثمانينَ قامةً ... وقصَّرْت عَن باعِ العُلا وَالمكارمِ)
(هُو الرِّجس ُيا أهلَ الْمَدِينَة فاحذرُوا ... مدَاخِل رِجْس بالخبيثات عالمِ)
(لقدْ كانَ إِخراجُ الفَرْزدق عنكمُ ... طَهُورًا لما بَين الْمصلى وواقم) // الطَّوِيل //
فَأجَاب الفرزدق عَنْهَا بقصيدة طَوِيلَة مِنْهَا
(وَإِنَّ حَرَامًا أَن أسبَّ مقاعسًا ... بآبائيَ الشُّم الكِرام الخَضارمِ)
(وَلكنَّ نصفا لَو سببْتُ وسبَّني ... بنُو عبدِ شمسٍ من منافٍ وَهاشمِ)
(أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئنِي بِمِثْلِهمْ ... وأعتدُّ أَن أهجو كليبا بدارم) // الطَّوِيل //
وَلما سمع أهل الْمَدِينَة أَبْيَات الفرزدق الأول جاؤا إِلَى مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَة من قبل مُعَاوِيَة فَقَالُوا مَا يصلح هَذَا الشّعْر بَين أَزوَاج رَسُول الله ﷺ وَقد أوجب على نَفسه الْحَد فَقَالَ مَرْوَان لست أحده وَلَكِن أكتب إِلَى من يجده وَأمره بِأَن يخرج من الْمَدِينَة وأجله ثَلَاثَة أَيَّام لذَلِك فَقَالَ الفرزدق
(توعدَّنِي وأجَّلني ثَلَاثًا ... كَمَا وُعِدَتْ لمُهلكِهَا ثَمُود) // الوافر //
1 / 47