(بَيتًا يحمِّمُ قَينكم بِفنائهِ ... دنسًا مقاعدهُ خَبيثَ المدخلِ)
قَالَ فوجمت فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك فِي وَجْهي قَالَت لَا بَأْس عَلَيْك فَإِن النَّاس يُقَال فيهم وَيَقُولُونَ ثمَّ قَالَت أَيْن تؤم قلت الْيَمَامَة فتنفست الصعداء ثمَّ أنشأت تَقول
(تُذكرنِي بِلادًا خَيرُ أهلِي ... بِها أهلُ المروءةِ وَالكرامهْ)
(أَلا فسقَى الإلهُ أجشَّ صَوبٍ ... يَسحُّ بَدرِّه بلد اليمامه) // الوافر //
قَالَ فأنست بهَا ثمَّ قلت أذات خدرٍ أم ذَات بعل فأنشأت تَقول
(إِذا رَقدَ النِّيامُ فَإِن عَمرًا ... تَؤرقهُ الهمومُ إلىَ الصَّباح)
(تُقطعُ قلبهُ الذكرى وَقلبي ... فلَا هُوَ الخلي وَلَا بِصاحي)
(سَقىَ اللُه اليمامةَ دَارَ قوم ... بهَا عمر ويحن إِلَى الرواح) // الوافر //
قَالَ فَقلت لَهَا من عَمْرو هَذَا فأنشأت تَقول
(سَألتَ ولوْ عَلمتَ كففْتَ عنهُ ... وَمَنْ لَك بالجوابِ سوَى الخبيرِ)
(فإنْ تَكُ ذَا قبُول إنَّ عمرا ... لكالقمر المُضيء المستنيرِ)
(وَما لِي بالتَّبعُّلِ مُسترَاحٌ ... وَلَو رد التبعُّلُ لي أسيرِي) // الوافر //
قَالَ ثمَّ سكتت سكتةً كَأَنَّهَا تسمع إِلَى كَلَامه ثمَّ تهافتت وأنشأت تَقول
(يُخيَّلُ لي أيا عَمْرو بن كَعْب ... بأنكَ قد حُمِلْتَ على سَريرٍ)
(يَسيرُ بِكَ الهوَيْنا القومُ لمَّا ... رماك الحبُّ بالقلقِ اليَسيرِ)
(فإنْ تَكُ هَكذا يَا عَمْرو وإنيِّ ... مُبكِّرةٌ عَلَيْك إِلَى القُبورِ)
ثمَّ شهقت شهقة فخرت ميتَة فَقلت لَهُم من هَذِه فَقَالُوا هَذِه عقيلة بنت