ثم ذكر ص14 أثرا آخر عن ابن مسعود (من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد .. الأثر) وهو منقطع وقد بين الأخ سليمان هذا أيضا ولو صح فالمراد بالصحابة عند ابن مسعود وغيره من الصحابة غير المراد من الصحابة عند غلاة الحنابلة والسلفية.
فإن ابن مسعود كان يفرق بين الصحبة الخاصة والصحبة العامة وهم يظنون أن ابن مسعود قال كلمته السابقة لمدح الوليد بن عقبة ومعاوية وأمثالهم!!
الملحوظة الثامنة والعشرون:
ثم نقل عن ابن تيمية ص15 نقله أثر ابن مسعود مع أنه قد بين ضعفه قبل ذلك، فهذه شهادة على أن ابن تيمية يستشهد أحيانا بالآثار الضعيفة!! وهذا ما يحاربوننا من أجله إذ جعلوا ابن تيمية معصوما أو يكاد.
الملحوظة التاسعة والعشرون:
ثم نقل ص15 عن ابن أبي حاتم تعريف أصحاب رسول الله (ص) ولو تأمله الأخ سليمان لعرف أن التعريف لا ينطبق على معاوية ولا الوليد ولا أبي الغادية.. وإنما يرد في أصحاب الصحبة الخاصة وهذا واضح من قول أبي حاتم (فأما أصحاب رسول الله (ص) فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة..) في أثر طويل إنشائي، لا يفيد حماية ظلمة الطلقاء من الذم أو العقوبة أو الفسق.
وأبو حاتم رحمه الله كان حنبليا متشددا أوصله تشدده مع أبي زرعة رحمهما الله إلى أن تركا الحديث عن البخاري رحمه الله وضعفاه وظلماه واتهماه بما هو منه بريء.
الملحوظة الثلاثون:
أيضا ما نقله الأخ سليمان ص16 عن أبي نعيم الأصبهاني لا ينزل إلا في أصحاب الصحبة الخاصة وهذا واضح في قوله (سمحت نفوسهم بالنفس والمال والولد والأهل والدار ففارقوا الأوطان وهاجروا الأخوان وقتلوا الآباء والإخوان.. الخ).
فهل هذا يصح في مثل معاوية والوليد؟!
أفيقوا أيها الغلاة (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا).
Página 19