El último teorema de Fermat: El enigma que confundió a los genios matemáticos durante siglos
مبرهنة فيرما الأخيرة: المعضلة التي حيرت عباقرة الرياضيات لقرون
Géneros
أما مؤلف الأحجيات الأعظم من بينهم جميعا، فهو العبقري الأمريكي سام لويد (1841-1911)، الذي كان يحقق ربحا كبيرا في سنوات مراهقته بتأليف ألغاز جديدة، وإعادة ابتكار ألغاز قديمة. وقد ذكر في كتابه «سام لويد وألغازه: استعراض للسيرة الذاتية» أن بعضا من ألغازه الأولى قد ابتكرت لمالك السيرك وصاحب الحيل: بي تي بارنم:
قبل عدة سنوات، حين كان سيرك بارنم هو «أعظم استعراض على وجه الأرض» بحق، طلب مني صاحب الاستعراض الشهير أن أعد له سلسلة من أحاجي الجوائز لأغراض الدعاية. وقد أصبحت تشتهر على نطاق كبير باسم «أسئلة أبي الهول»، بسبب الجوائز الضخمة التي كانت تعرض لمن يتمكن من حلها.
من الغريب أن هذه السيرة الذاتية قد كتبت عام 1928، أي بعد وفاة لويد بسبعة عشر عاما. ورث سام دهاءه لابنه الذي كان هو أيضا يدعى سام، وهو المؤلف الفعلي للكتاب؛ إذ كان يعرف تمام المعرفة أن من يشتريه سيظن عن طريق الخطأ أن مؤلفه هو سام لويد الأب، الأكثر شهرة.
شكل 4-1: رسم كرتوني يعبر عن الهوس الذي سببته أحجية سام لويد «14-15».
كانت أشهر الأحجيات التي ابتكرها لويد، هي المعادل الفيكتوري لمكعب روبيك، الأحجية «14-15»، التي لا تزال توجد في متاجر الألعاب حتى اليوم. تتمثل هذه الأحجية في خمس عشرة بلاطة ترتب في شبكة مساحتها 4 × 4، والهدف هو زحلقة البلاط وإعادة ترتيبه على النحو الصحيح. كانت أحجية «14-15» التي ابتكرها لويد تباع بالترتيب الموضح في الشكل
4-1 ، وقد عرض جائزة قيمة لمن يتمكن من إكمال الأحجية بتبديل القطعتين «14» و«15» إلى موقعيهما الصحيحين من خلال أي مجموعة من حركات زحلقة قطع البلاط. كتب ابن لويد عن الضجة التي أحدثتها هذه الأحجية العملية وإن كانت أحجية رياضية في جوهرها:
فالجائزة التي تبلغ قيمتها 1000 دولار، والتي عرضت لأول من يتمكن من تقديم الحل الصحيح، لم تؤخذ قط، بالرغم من أن آلاف الأشخاص قالوا إنهم تمكنوا من تحقيق الحركة المطلوبة. صار الناس مهووسين بالأحجية، وثمة حكايات هزلية عن أصحاب متاجر قد غفلوا عن فتح متاجرهم، وعن قس شهير قد وقف تحت أحد مصابيح الشارع في ليلة شتوية في محاولة لتذكر الطريقة التي نفذ بها الحركة. إن السمة المميزة لهذه الأحجية هو أن أحدا لا يستطيع على ما يبدو تذكر سلسلة الحركات التي يكونون على يقين من أنهم قد نجحوا في حل الأحجية باستخدامها. يحكى أن طيارين قد حطموا طائراتهم، ومهندسين قد اندفعوا بقطاراتهم بعد المحطة. ويحكي أحد محرري بالتيمور المشهورين كيف أنه قد ذهب لتناول غدائه في فترة الظهيرة، ليجده طاقم عمله المهتاج بعد منتصف الليل، وهو يدفع قطعا صغيرة من فطيرته على الطبق.
كان لويد واثقا على الدوام من أنه لن يضطر أبدا إلى دفع الألف دولار؛ لأنه كان يعرف استحالة تبديل قطعتين فقط دون تدمير الترتيب في أماكن أخرى في الأحجية. فبالطريقة نفسها التي يستطيع الرياضي أن يستخدمها لإثبات عدم وجود حل لمعادلة معينة، استطاع لويد إثبات عدم وجود حل لأحجيته «14-15».
بدأ برهان لويد بتحديد كمية تقيس حجم الاضطراب في أحجيته، وهي معامل الاضطراب . يعرف معامل الاضطراب في أي شكل محدد بأنه عدد أزواج البلاط الموجودة في الترتيب الخاطئ، ومثلما يتضح في الشكل
4-2 (
Página desconocida