El último teorema de Fermat: El enigma que confundió a los genios matemáticos durante siglos
مبرهنة فيرما الأخيرة: المعضلة التي حيرت عباقرة الرياضيات لقرون
Géneros
بحلول بداية القرن التاسع عشر، كانت مبرهنة فيرما الأخيرة قد رسخت بالفعل وسمها بأنها المعضلة الأسوأ سمعة في نظرية الأعداد. فمنذ التقدم الذي أحرزه أويلر لم يحدث أي تقدم آخر، غير أن إعلانا مثيرا لسيدة فرنسية قد أحيا مجال البحث عن برهان فيرما المفقود من جديد. كانت صوفي جيرمان تعيش في عصر من النعرة والتعصب، ولكي تتمكن من إجراء أبحاثها، اضطرت إلى انتحال شخصية مزيفة والدراسة في ظروف سيئة والعمل في عزلة فكرية.
شكل 3-7: صوفي جيرمان.
لقد ظلت النساء يثنين عن دراسة الرياضيات على مدى قرون، غير أن هذا التمييز لم يمنع العديد من عالمات الرياضيات من الكفاح ضد المنظومة، وغيرن أسماءهن في سجلات الرياضيات على نحو دائم. وأول سيدة قد عرفت بترك بصمتها في الرياضيات هي ثيانو التي عاشت في القرن السادس قبل الميلاد، والتي كانت واحدة من طلاب فيثاغورس في البداية، قبل أن تصبح واحدة من حوارييه البارزين، وزوجة له في نهاية المطاف. ويعرف فيثاغورس بلقب «الفيلسوف النسوي»؛ لأنه كان يشجع الباحثات من النساء؛ فلم تكن ثيانو سوى واحدة من بين ثمان وعشرين أختا أخريات من أعضاء الأخوية الفيثاغورسية.
في القرون التالية، استمر أمثال سقراط وأفلاطون في تشجيع النساء على الالتحاق بمدارسهم، لكن أيا منهن لم تؤسس مدرسة مؤثرة في الرياضيات، ولم يحدث ذلك حتى القرن الرابع الميلادي. فحينها عرفت هيباتيا، ابنة أحد أساتذة الرياضيات في جامعة الإسكندرية، بإلقاء أشهر المحاضرات في العالم المعروف، وبكونها الأعظم في حل المعضلات. كان علماء الرياضيات إذا استعصت عليهم إحدى المعضلات يرسلون إليها طالبين الحل، ونادرا ما خيبت هيباتيا معجبيها. لقد كانت شديدة الشغف بالرياضيات وبعملية البرهان المنطقي، وحين سئلت عن السبب في عدم زواجها، أجابت بأنها قد تزوجت الحقيقة. وفي نهاية المطاف، تسبب إخلاصها إلى قضية العقلانية في هلاكها، وذلك حين بدأ كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية في قمع الفلاسفة والعلماء وعلماء الرياضيات، الذين كان يدعوهم بالهراطقة. وقد ذكر المؤرخ إدوارد جيبون وصفا مفصلا لما حدث بعد أن تآمر كيرلس الأول على هيباتيا وحرض العامة عليها.
في يوم مشئوم، في موسم الصوم الكبير المقدس، نزعت هيباتيا من عربتها، وجردت من ملابسها، وجرت إلى الكنيسة حيث ذبحت بوحشية على يد «بيتر القارئ» وحشد من المتعصبين الهمجيين عديمي الرحمة، الذين كشطوا لحمها عن عظامها بأصداف المحار، وألقوا بأطرافها المرتجفة في النيران.
بعد موت هيباتيا بمدة قصيرة، دخلت الرياضيات في مرحلة من الركود، ولم تترك امرأة أخرى اسمها في عالم الرياضيات إلا بعد عصر النهضة. ولدت ماريا أنيزي في ميلان عام 1718، وقد كانت هي أيضا ابنة أحد علماء الرياضيات، مثلها في ذلك مثل هيباتيا. عرفت بكونها واحدة من أفضل علماء الرياضيات في أوروبا، واشتهرت تحديدا بأطروحاتها عن مماسات المنحنيات. في الإيطالية، تعرف المنحنيات باسم
versiera ، وهي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية
vertere ، التي تعني الانحناء، لكنها أيضا كانت اختصارا لكلمة
avversiera
التي تعني «زوجة الشيطان». لقد ترجم أحد المنحنيات التي درستها أنيزي، وهو
Página desconocida