صَحِيحا لِأَنَّهُ يلغي معنى الشَّرْط وَهُوَ مُرَاد أصلا فَأَي الْكَلِمَتَيْنِ مزِيد وناجح نابت مناب الجملتين
ثمَّ إِذا كَانَت جملَة جَوَاب الشَّرْط مقترنة بِالْفَاءِ أَو إِذا الفجائية فهم على أَنَّهَا فِي مَحل جزم فَكيف تكون كَذَلِك ثمَّ تكون فِي الْوَقْت نَفسه دَاخِلَة مَعَ أُخْتهَا جملَة الشَّرْط فِي مَحل الرّفْع على الخبرية
ولننظر أخيرا هَل بَين النَّحْوِيين من يعد جملتي الشَّرْط وَالْجَوَاب جملَة وَاحِدَة كَمَا يرى الدكتور المَخْزُومِي ليستقيم لأَصْحَاب هَذَا القَوْل حكمهم
لقد وقف النحويون عِنْد أبسط صُورَة من صور تركيب الْكَلِمَات فأطلقوا عَلَيْهَا لفظ الْجُمْلَة وعرفوها بِأَنَّهَا تركيب من كَلِمَتَيْنِ أسندت إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى
وَحين فصل ابْن هِشَام حَدِيثه عَن الْجُمْلَة فِي بَاب خَاص أفرده لَهَا وَتَنَاول فِيهِ الْجُمْلَة الصُّغْرَى وَالْجُمْلَة الْكُبْرَى وَذَات الْوَجْه وَذَات الْوَجْهَيْنِ لم يخرج عَمَّا اصلوه وَلم يُخَالف مَا اصْطلحَ جمهورهم عَلَيْهِ من مَعْنَاهَا وعد الْكُبْرَى مؤلفة من جملتين فَقَالَ هِيَ الاسمية الَّتِي خَبَرهَا جملَة وَلم نر أحدا من النَّحْوِيين يتحدث عَن جملَة مركبة بل جعلُوا الْكَلَام هُوَ الْمركب وعادوا بِهِ تحليلا وتبسيطا إِلَى جمل بسيطة وَلَعَلَّ أسلوب الشَّرْط أولى الْمَوَاضِع بِحَدِيثِهِمْ عَن الْجُمْلَة المركبة من جملتين لَو أَنَّهَا وجدت أَو جَاءَ ذكرهَا على ألسنتهم ولكننا نراهم يصرحون بِأَن أسلوب الشَّرْط جملتان لَا جملَة وَاحِدَة
قَالَ سِيبَوَيْهٍ ١٨٠ هـ وَاعْلَم أَن حُرُوف الْجَزَاء تجزم الْأَفْعَال وينجزم الْجَواب بِمَا قبله
1 / 54