عندما عرضت الواقعة المحزنة للعلم الذى لا نظير له على عاكفى الحضرة السنية الجليلة فى دار العلم شيراز، اقترن الغم والملل بالخاطر المبارك للخاقان ذى الإقبال العالى، ولأنه كان منهكا فى ذلك الحال فى أثناء الارتقاء إلى ذروة عرش الفلك، فلم يراع تقديم مراسم العزاء، وعلى الفور أخذ [طائر] العقاب فى الإقلاع وهو قابضا على راية النصر، من هذه الديار خالدة الأثار عازما دار السلطنة طهران، فوجدت القلوب المرتجفة الطمأنينة من عزم الشاه الجديد على العرش الجديد، فإذا كان لحسين قلى خان مجال للفساد فى ضمير خياله، فإنه فى الظاهر قد فلت من يده الأمر ومن قدمه قوة التصرف، ودون إرادة منه لجأ إلى ظل مرحمة السلطان، وحمل إلى جبل الحلم وبحر القلب، وحصل على شرف تقبيل البساط خارج طهران، وقد خلى الأمر أيضا من يد على قلى خان بمجرد قدوم الخاقان المسعود، بسبب مشاهدة حربة البأس والسطوة الخاقانية على الرغم من أنه كان يتخيل نفسه فاتح الدنيا، فأصبح عاجزا وملازما للأرض، وبفرمان الشمس جوزاء الأعلام أحضره غلمان بهرام الانتقام إلى موطئ السرير المشبه بالعرش، وبعد عدة أيام وبسبب ظهور خيانته قيدت خطى وجود رؤيته عن الإبصار بحكم ملك الملوك، وقبع صامتا فى زاوية داره ببلدة بارفروش، ولأن متكأ الرئاسة وسرير عرش الحكم متعب من قدم الفلك ، فقد ادعى خاقان العصر المساواة فى استعلاء وافتخار مع متكأ الشمس. [بيت ترجمته]
كان الحسن على مكانه، فجلس هذا الكسروى ... كى يجلس كل شخص الآن على مكانه
وقد غضب (فتح على شاه) من جرأة جماعة شقاقى الخسيسة، فأمر أولا:
Página 57