267

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Géneros

ومرة ثانية، أيقظهم الحاج محمد خان من نوم الغفلة بتكراره لهم الرسائل والمواعظ المقبولة، وجعلهم منزجرين ومتأذين من الروس ومطمئنين ومستمالين من هذه الدولة [إيران]، وفكروا فى الرحيل من قراباغ وخدمة الدولة العلية وصار هذا السر الخفى معلنا، وعلم روس شوشى بهذه النية فحبسوا جعفر قلى آغا ولطف على جبرئيلو مين باشى «1» بلطائف الحيل، وبمجرد اطلاع محمود آغا شيخ جبرئيلو على أسرهم، هرب وأوقف الطائفة فى مكان شديد وصعب والذى كان مشتملا على غابات كثيرة، وأوضح الوضع والحال على الحاج محمد خان الذى عرض الأوضاع على النواب نائب السلطنة. ولأن روس قراباغ كانوا كثرة وكان جمع كثير منهم متوقفا بالقرب من طائفة جبرئيلو، وكان لهم الاهتمام الكامل على أن يخضعوا الطائفة وتستولى كل عشر أسرات على أسرة واحدة كرهينة ويحملوها إلى قلعة شوشى، ويرسلوا جعفر قلى آغا أيضا مع فوج من الجنود والفرسان إلى تفليس ومن هناك يرسلونه إلى بطرسبورج.

ومن أجل هذا ألح الحاج محمد خان كثيرا وطلب من بلاط النواب نائب السلطنة أن يتحرك إلى ناحية قراباغ ويخلص جعفر قلى آغا وطائفة جبرئيلو من ورطة الهلاك.

139 - ذكر تحرك النواب ولى العهد من تبريز وتوجهه إلى قراباغ:

فى ذلك الأوان، وحيث كانت تصل عرائض الحاج محمد خان المتوالية، اشتد هواء الشتاء إلى درجة كبيرة، وكان قد أصيب المزاج المبارك للنواب نائب السلطنة بالمرض المزمن وحيث كان المستر" كمل" الحكيم الإفرنجى يعالجه، وكان يعتبر أن تقليل عدم الحيطة من البرد يزيد المرض دون العلاج، وكان يبالغ كثيرا فى منعه من سفر الشتاء.

وبالمصادفة، مرض ميرزا الكبير القائم مقام وآصف الحضرة ميرزا أبى القاسم خلفه العزيز الذى كان مدبر أمر الرئاسة والديوان، وينبغى أن يقوم بتهيئة وإعداد لوازم الرحلة والسفر، وكان قد توفى ابن آخر للقائم مقام، وهو المسمى بميرزا حسين [ص 268] ولم تكن كمالاته الصورية والمعنوية وجدارته ولياقته أقل من ميرزا حسن ابنه الذى كان قد هلك فى العام السابق، مع طفل آخر من المشار إليهم. فتجدد أثر وجرح ميرزا الكبير وميرزا أبى القاسم، وجعل مصيبتهما بلا حد، وبسبب نزول هذه المصائب المتوالية، عجزت الأيدى عن العمل والألسنة عن الكلام، وكان جمهور القائمين بالأمر جميعهم معينين لقلوبهم المحترقة ومؤنسين للياليهم ونهارهم، وكانوا قرناء التأوهات والنواح بسبب هذه المسائل المحزنة. وكان قد تم السماح لأغلب جيش الركاب أيضا بالانصراف على النظام الدائم للسنوات السابقة بسبب حلول الشتاء، وتوجهوا إلى العراق وسائر أوطانهم، وكلف العدد الذى كان باقيا على إيروان بحراسة ذلك الإقليم.

Página 308