209

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Géneros

وعلى كل، فقد فروا مضطرين من خنادقهم، فى ليلة الاثنين الثانى والعشرين من شهر شوال، وعبروا طريق المذلة والإدبار، وهجم حسين خان القائد وإسماعيل خان القاجارى لتعقبهم ، فوصلوا بأنفسهم إليهم، وأفقدوا الكثير من جنودهم الحياة وأسروا جمعا، كما ولى جمع منهم بوجههم من معسكرهم بسبب فرط دهشتهم [ص 206] وألقوا بأنفسهم إلى معسكر أثر الظفر لنائب السلطنة، فوجدوا الأمان لأرواحهم. وقد صارت عربات كثيرة وأدوات وآلات لا تحصى من تلك الطائفة نصيب وغنيمة مجاهدى النصر. ولأن برودة الهواء كانت فى غاية الشدة، وحتى وصول كدويتش إلى الكرجستان، فقد أعجز هجوم برد وبرودة الأربعين الشتوية أيدى وأقدام جمع كثير من الروس، وفرغت أرواح جمع غفير من قوالبها أيضا من جرحى جيشه على قمم الجبال والتلال ووسط الجليد والوديان العميقة، وعاد قادة الجيش المنصور بالنصر وحسن الحظ إلى خدمة من هو فى رتبة الفلك ومنزلته، وفى مقابل هذا النوع من المرحمة والموهبة من الوهاب [الله جل جلاله] ذى الجود والقوة لإقبال كسرى القوى كالقدر، قدموا مراسم الشكر.

Página 250