73

فصل نذكر فيه بعض مصانع حمير

حسبما أشار إليه السيد صارم الدين.

فأما ظفار فهو قرب يريم من الحقل، وإليه ينسب جزع ظفار، وهو الذي قيل فيه: من دخل ظفار حمر، وغمدان قصر صنعاء، وهو من أعجب ما بنى الملوك؛ لأنه أربع عشرة غرفة بعضها فوق بعض، فهدمت الحبشة بعضها، وهدم عثمان بن عفان بعضها.

وكان موضعه قرب الجامع، وشهرته تغني عن التحديد.

وكذلك غيمان، وبينون، وهو أعني بينون من أرض مأرب.

وأما هكر فقد قيل: إنه المراد بقوله تعالى:{وقصر مشيد }[الحج:45] وناعط، وصرواح من مآثر حمير المشهورة، قد ذكرتها الشعار ورواة الأخبار.

وأما مأرب: فقد قال بعض العلماء: إنه اسم لقصر في تلك البلاد، فيحتمل أنه مراد السيد صارم الدين؛ لأنه نظمه في سلك عما ئر حمير، واحتج القائل بهذا القول بقول الشاعر:

ألم تروا مأربا ما كان أحصنه

وما حواليه من دور وبنيان

وقيل: بل مأرب اسم الملك فسميت البلد باسمه، وقيل: بل هو اسم لتلك الجهة كلها.

قالوا: وكانت العمائر فيها أزيد من مسيرة شهرين للراكب المجد.

Página 163