Méritos de los Virtuosos
مآثر الأبرار
Géneros
قال يحيى بن الحسين : سمعت مؤملا يقول: رأيت محمد بن جعفر يخرج [في مكة إلى الصلاة] في ثلاثمائة رجل من الجارودية، [و] الزيدية عليهم ثياب الصوف، وسيماء الخير فيهم ظاهر وكان القائم بحربه هارون بن المسيب فهزموه مرارا وقتلوا من عسكر هارون هذا مقتلة عظيمة.
وله بعد ذلك وقعات بينه وبين الجنود العباسية،كانت اليد له فيها على أعدائه، وبعد ذلك تكاثفت عليه الجنود؛ فالتجأ إلى جبل في الحجاز[يقال له: ثبير] وأقام الحرب على ساق، وسألوه الهدنة، فلم يساعد إلى ذلك إلى أن عظم الخطب عليه، وحصر أصحابه واضطروا، وافترقوا عنه، فنزل على القوم فأمنوه وتقدم إلى خراسان، فلقيه المأمون بالإنصاف، وكان يركب في ثمانين فارسا من العلويين، فخرج توقيع المأمون لا تركبوا مع محمد بن جعفر، واركبوا مع من شئتم من الطالبيين، فقالوا: لا نركب إلا مع محمد بن جعفر، ولكنا نلزم منازلنا.
فأمر المأمون [أن] اركبوا مع من شئتم، فكانوا يركبون معه حافين به، فدس عليه المأمون سما فقتله.
فلما خرج بجنازته، وثب المأمون فوقع بين العمودين يحمل، فقال له الناس:نكفيك يا أمير المؤمنين، قال لهم: هذه رحم مجفوة منذ مائتي سنة.
ولما وصل قبره نزل فيه وسواه في لحده، فلما طلع قال ولده إسماعيل وأخوه: ما ترى نكلمه في دين أبينا، وما نجده أقرب من هذه الساعة؟ فابتدأهما، فقال: كم خلف أبو عبد الله من الدين؟ قالا: خمسة وعشرين ألف مثقال فقال: قد قضى الله دينه، وصك بها إلى الأهواز[أرزا] وقبضا الآرز فغلي في أسبوع واحد، فباعاه بخمسين ألف مثقال.
Página 339