Ma'arij al-Qubool bi Sharh Sullam al-Wusool
معارج القبول بشرح سلم الوصول
Investigador
عمر بن محمود أبو عمر
Editorial
دار ابن القيم
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Ubicación del editor
الدمام
Géneros
"مَنْ جَلَّ" فِي صِفَاتِ كَمَالِهِ وَنُعُوتِ جَلَالِهِ "عَنْ عَيْبٍ وَعَنْ نُقْصَانِ" وَهُمَا لَفْظَانِ مُتَرَادِفَانِ فَكُلُّ عَيْبٍ يُسَمَّى نُقْصَانًا وَكُلُّ نُقْصَانٍ يُسَمَّى عَيْبًا وَاللَّهُ ﷾ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، بَلْ لَهُ الْجَلَالُ الْمُطْلَقُ وَالْكَمَالُ الْمُطْلَقُ فِي ذَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ.
وَأَنَّ خَيْرَ خَلْقِهِ مُحَمَّدَا ... مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
رَسُولُهُ إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ... بِالنُّورِ وَالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
"وَ" أَشْهَدُ "أَنَّ خَيْرَ" أَفْضَلَ "خَلْقِهِ" هَاءُ الضَّمِيرِ يَعُودُ عَلَى الرَّحْمَنِ "مُحَمَّدَا" بَدَلٌ مِنْ خَيْرَ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ، وَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ الْمَحَامِدِ فَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ مَحْمُودٍ "مَنْ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى" مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﷿ هَذِهِ الْجُمْلَةُ صِلَةُ مَنْ وَهُوَ مَحَلُّهُ النَّصْبُ نَعْتٌ لِمُحَمَّدٍ ﷺ وَالْخَبَرُ "رَسُولُهُ" الرَّسُولُ بِمَعْنَى الْمُرْسَلِ وَهُوَ مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَأُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ فَإِنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِالتَّبْلِيغِ فَهُوَ نَبِيٌّ فَقَطْ. فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَا عَكْسَ "إِلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ "كَافَّةً قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سَبَأٍ: ٢٨] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ: ١٥٨] وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْخَصَائِصِ "وَكَانَ الرَّسُولُ يُبْعَثُ فِي قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً" ١ وَفِيهِ أَيْضًا: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" ٢. "بِالنُّورِ" الْمُبِينِ وَهُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ
_________
١ البخاري "١/ ٤٣٥-٤٣٦" في التميم، باب قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْه﴾ .
وفي "١/ ٥٣٣" في الصلاة، باب قول النبي ﷺ: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا".
والنسائي "١/ ٢١٠ و٢١١" في الغسل، باب التيمم بالصعيد.
ورواه مسلم بلفظ: كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود "١/ ٣٧٠-٣٧١/ ح٥٢١" في المساجد ومواضع الصلاة.
٢ رواه مسلم "١/ ١٣٤/ ح١٥٣" في الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس ونسخ الملل بملة.
وأحمد "٢/ ٣١٧ و٣٥٠" والبغوي في شرح السنة "١/ ١٠٤/ ح٥٦".
1 / 74