39

Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab

معالم التوحيد في فاتحة الكتاب

Editorial

دار المأثور

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Ubicación del editor

دار الأمل

Géneros

باليهود والنصارى باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد فيقول ﷺ: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». تقول عائشة ﵂: «يُحَذِّرُ مثل الذي صنعوا» (^١).
ب- التوحيد سبب الفلاح:
فعند أحمد المسند، من طريق شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء، قال: حدثني شيخ من بني مالك ابن كنانة، قال: رأيت رسول الله ﷺ بسوق ذي المجاز (^٢) يتخللها يقول: «يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» (^٣).
فعلق النبي ﷺ الفلاح على قول لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، ولا يتحقق ذلك بمجرد النطق بها باللسان، إذ لابد من العمل بلوازمها وما دلت عليه من نفي العبادة عن كل معبود سوى الله تعالى وإثباتها وصرفها لله سبحانه وحده لا شريك له.
«وقد تواتر عنه ﷺ أنَّه أوَّل ما دعا الخلق إلى أن يقولوا: لا إله إلاَّ الله» (^٤).
وَعنْ عُثْمَانَ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلاَّ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ» (^٥).
وعن أبي هريرة ﵁ في حديث طويل، أن النبي ﷺ بعثه بنعليه فقال: «مَن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة» (^٦).
فاشترط في دخول الجنة لمن قالها أن يكون قلبه مستيقنًا بها غير شاك فيها، فإذا

(^١) أخرجه البخاري (١٣٩٠)، ومسلم (٥٢٩)، من حديث عائشة ﵂.
(^٢) ذو المجاز: هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية. وهو من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار. ويقع في شرق مكة المكرمة ويبعد عنها مسافة ٢١ كم. وللاستزادة ينظر: الموسوعة الحرة.
(^٣) سنده صحيح: أخرجه أحمد (١٦٦٠٣)، وينظر: إرواء الغليل (٨٣٤).
(^٤) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٥٤).
(^٥) أخرجه مسلم (٢٦).
(^٦) أخرجه مسلم (٣١).

1 / 46