Lo que queda cada noche de la noche
ما يتبقى كل ليلة من الليل
Géneros
2
هاشم غرايبة، سعود قبيلات، سميحة خريس، ود. هدى فاخوري ... عرفت عمان عن طريقهم، عمان المقاهي الليلية والأعراس البهيجة، والأفكار التقدمية، والنقاش الثري العميق، وتلمست التوجهات الوحدوية، ووجدت إجابات كثيرات على أسئلة حائرة في ذهني قد لا تطرح علنا، عن حريات الكتابة والنشر، حريات الفكر، الحريات الشخصية، وهذه الموضوعات هي أكثر ما تؤرق كاتبا من دولة تعاني من صراعات مريرة في مسألة الهوية والحكم.
لا يمكنني أن أفهم معنى للتضييق المخل في الحريات في دولة بها عشرات اللغات والقبائل، وعدد لا يستهان به من الديانات مثل السودان، ومقابل ذلك مساحة الحرية واسعة في دولة ملكية بها جماعات سكانية متجانسة، وعريقة في عروبتها، وقريبة جدا من التأريخ الإسلامي، بل تعد إحدى مواقع النشأة الإسلامية، لم أحس لحظة بأي هوس ديني أو فرق جهادية أو تهديد بتطبيق الشريعة، أو أقرأ صحيفة عنصرية تدعو إلى إعلاء العنصر العربي وتشتم ما هو غيره.
تعشينا في النادي الأرثوذكسي، وشاهدنا فيه حفل زواج أسرة مسلمة، والصبايا الجميلات يلبسن ما شاء لهن، ويرقصن كأنهن عصفورات الجنة، ولا وجود لقوات النظام العام المدججة بالأسلحة والتطرف، كما أنني لم أسمع أن فتاة قد اغتصبت أو تحرش بها شخص ما لأنها تلبس البنطلون، أو لأنها رقصت في حفل زواج، ولم أسمع برواية أو مجموعة شعرية تمت مصادرتها؛ لأن الأمة أمة رسالية، ولا تسمح بغير الأدب الذي يمجد فكرة الحاكمين، أحس بألم ومرارة وأنا أقارن ذلك بما آل إليه وطني، ذلك الذي كان جميلا وكبيرا.
3
جعفر العقيلي، بسمة النسور، وفهمية الزغبي.
هؤلاء يذكرون كلما ذكر ملتقى عمان الثالث للقصة (23-25 تموز 2011)، أهم ما حققه هذا الملتقى هو التشبيك العفوي لكاتبات القصة القصيرة وكتابها في الوطن العربي، تلك المفاكرة العميقة والنقاش الثري الذي يدور بين الكتاب - أكثره خارج القاعات - من جانب، والتعريف بأساطين القصة القصيرة في المملكة الأردنية الهاشمية من جانب آخر، ولو أن غالبيتهم معروفون في الوطن العربي وخارجه، إلا أن الملتقى كان بمثابة آلية لوضعهم مباشرة في قلب الحراك العربي.
هذه العاصفة السردية كانت حصيلتها أنني - الآن - أقرأ كتبا كان من المتعذر علي أن أجدها في السودان، وقابلت كاتبات وكتابا سوف يبقى أثرهم طويلا في حياتي، وليس ذلك إلا نتيجة الجهد المتواصل من جانب منظمي الملتقى، مثل القاصة الجميلة بسمة النسور، والقاص الصديق جعفر العقيلي، والسيدة الرائعة فهمية الزعبي، وكثير من الجنود المجهولين الذين لم نلتق بهم؛ لأن عملهم يتطلب أن يكونوا خلف الكواليس، يعملون من هناك بصمت وحب.
4
نميلة ...
Página desconocida