40

What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam

ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام

Editorial

دار القاسم

Año de publicación

1427 AH

وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله ﷺ فقال: «ما الذي تخوضون فيه؟» فأخبروه فقال: «هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون»، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم. فقال: «أنت منهم»؛ ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: «سبقك بها عكاشة» وليس عند البخاري «لا يرقون».

قال شيخنا: وهو الصواب وهذه اللفظة وقعت مقحمةً في الحديث، وهي غلط من بعض الرواة فإن النبي ﷺ جعل الوصف الذي يستحق به هؤلاء دخول الجنة بغير حساب هو تحقيق التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، والطيرة نوع من الشرك، ويتوكلون على الله وحده لا على غيره، وتركهم الاسترقاء والتطير هو من تمام التوكل على الله كما في الحديث «الطّيرة شرك» قال ابن مسعود: وما منا إلا من تطير ولكن الله يذهبه بالتوكل، فالتوكل ينافي التطير، وأما رقية العين فهي إحسان من الراقي قد رقى رسولَ الله ﷺ جبريل وأذن في الرقى وقال «لا بأسَ بها ما لم يكن فيها شرك» واستأذنوه فيها فقال: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» وهذا يدل على أنها نفع وإحسان وذلك مستحب مطلوب لله ورسوله، فالراقي محسن والمسترقي سائل راج نفعَ الغير والتوكل ينافي ذلك فإن قيل فعائشة قد رقت رسول الله ﷺ وجبريل قد رقاه، قيل: أجل ولكن هو لم يسترق، وهو ﷺ لم يقل ولا يرقيهم راق، وإنما قال لا يطلبون من أحد أن يرقيهم.

وفي امتناعه ﷺ أن يدعو للرجل الثاني سدّ لباب الطلب، فإنه لو دعا لكل من سأله ذلك فربما طلبه مَن ليس من أهله والله أعلم . [حادي الأرواح ص ٨٨]

٢٠_ إثبات تزوير يهود خيبر كتاباً يدعون فيه أن الرسول ﷺ قد عاهدهم عليه:

أ. قال ابن القيم- رحمه الله -:

ولما كان في بعض الدول التي خفيت فيها السنة وأعلامها أظهر طائفة منهم(١) كتاباً قد عتقوه وزوَّروه، وفيه أن النبي ﷺ أسقط عن يهود خيبر الجزية وفيه شهادة علي بن أبي طالب وسعد بن معاذ وجماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فراج ذلك على من جهل سنة رسول الله ﷺ ومغازيه وسيره وتوهموا بل ظنوا صحته فجروا

(١) من أهل الكتاب.

38