كل الجهات التي خاصمها طه حسين تهاجمه الآن لتنال منه مقتلا لم يتح لها من قبل، لا يتردد المهاجمون في استعمال أشد الأسلحة إيذاء لمؤلف الكتاب.
هذا الكتاب يصدر عن مؤلف هاجم الإنجليز وهاجم القصر، ولم يتحرج عن انتقاد زعيم البلاد سعد زغلول.
هذا الكتاب يظهر بعد أن نشر الشيخ علي عبد الرازق كتابه «الإسلام وأصول الحكم» الذي أسخط الملك لأنه جاء عقبة في طريق مطامعه في الخلافة، وأسخط معه رجال الدين وأثار ثائرة المحافظين ضد كل «المجددين» المتأثرين بالفكر الغربي وبطريقة الدراسة في الغرب.
وهذا الكتاب يصدر عن محرر الصفحة الأدبية في جريدة السياسة الذي سبق أن انتقد بعنف كاتبا كبيرا مثل الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، والذي هاجم كذلك كاتبا كبيرا آخر وهو الشيخ رشيد رضا صاحب جريدة المنار.
والآن يهاجمه الرافعي بكتاب يختار له عنوانا مثيرا وهو «تحت راية القرآن»، ويهاجمه الشيخ محمد عرفة بعنوان مثير أيضا وهو «نقض مطاعن في القرآن الكريم»، وتنشر مجلة المنار لصاحبها الشيخ رشيد رضا أن «مؤلفات طه حسين كلها حرب على الدين والأمة، سواء في ذلك ما كتبه عن أبي العلاء أو ما نشره بعنوان حديث الأربعاء أو ما كتبه عن الشعر الجاهلي.»
ويسمع والد طه حسين بهذا فيرسل إليه رسائل قلقة يتساءل فيها عن هذا الذي يقرأ، فيرد عليه طه حسين وهو يكتم آلامه:
أبي: أنت أوصيتني ألا أصدق كل ما أسمع، وأنا أوصيك ألا تصدق كل ما تقرأ. ولك من زوجتي ومني أطيب التمنيات.
طه
وينتقل الهجوم من الصحف والكتب إلى مجلس النواب، ويقدم اقتراح من النائب عبد الحميد البنان بأن يكلف المجلس الحكومة بثلاثة أمور:
أولا:
Página desconocida