208

الاسكندر من صف أصحانه ، فأمر من ينادى : يامعشر الفرس ، قد علمتم بما كتبنا لكم من الأمانات ، فمن كان منكم على الوفاء لنا فليعتزل عن سائر العسكر ، فله عندنا الوفاء بما ضمنا له . فاتهمت الفرس بعضها بعضا ، وولت منهزمة.

رروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وجه عمرو بن العاص حيث فتح فيسارية(1) إلى مصر ، فسار عمرو حتى نزل على غزة ، فبعث إلى علجها (2) ، فأرسل إليه أن أرسل إلى رجلا من أصحابك أ كلمه . فنظر عمرو فقال : ما أرى لهذا أحدا غيرى ، فخرج فدخل على العلج ، فكلمه فسمع كلاما لم يسمع بمثله قال : حدثنى هل في أصحابك مثلك ؟ فقال : لا تسأل عن هوانى عليهم ، لأنهم معثونى إليك ، وعرضونى لايدرون ما تصنع بى ، فأمر له يجائرة وكسوة. ربعث إلى البواب : إذا مر بك فاضرب عنقه وخذ ما معه .

فخحرج من عنده ومر برجل من نصارى العرب من غسان فعرفه ، فقال له : ما عمرو ، إنك قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج . فرجع ، فقال له الملك : ما ردك؟ قال : نظرت فيما أعطيتنى فلم أجده يسع بنى عمى ، فأردت أن أجيئك عشرة منهم تعطيهم مثل هذه العطية ، وتكسوهم مثل هذه الكسوة ، فيكون معروفك عند عشرة خير من أن يكون عند واحد ، قال : صدقت فأعجلهم . وبعث إلى البواب أن خلى سبيله؛ خرج عمرو وهو يتلفت ، حتى

Página 208