192

ولست آمنها عليك . فأبى عليه الوضاح (ولج ، فقال قصير : لا يطاع لقصير أمر، فذهبت مثلا . ومضى الوضاح) إلى الزباء مخففا (1) من أصحابه .

فلما دخل عليها وجدها على سرير لها ، فأمرت جواريها فأمسكن بديه (أخذن سيفه ، ثم كشفت له عن عانتها ، فإذا شعرها قد طال حتى عقدته في ظهرها ، وقالت : أهنة ذات عرس ترى ؟ قال (2) : لا، ولكن هنة فذرة . قالت : أما والله ما بنا عجز مواس ولا قلة أواس ، ولكن شيمة من أناس . ثم قالت له : أى قتلة تحب أن أقتلك ؟ قال : إن (كنت) لايد قاتلتي فاقتلينى قتلة كريمة . فأعرت جواريها فقالت : اعجن لمولا كن لباب البر بالسمن والعسل ، فعملن الفالوذج (3) . فأطعمته حتى شبع ، ثم سقته الخمر حتى ثمل، ثم أقعدته في نطئع وفصدت شريانه ، وأمرتجواريها فأخدن بأطراف النطآع ودمه يسيل فى النطع . فلما غلبه النزف ، مال على إحدى جنبيه ، نخرج الدم من النطآع . فقالت : أى وضاح ، إحفظ دمك . قال : وما عليك من دم أصاعه أهله ، فذهب مثلا . فنزف حتى مات .

وبلغ الخبر قصيرا وزيزه فجدع أنفه(1) ، ودس إليها أنه جدع لأنه أشار على مولاه بقصد الزباء . ثم راسلها يطمعها فى ملك وضاح . فركنت ليه ، وصار إليها بأمان . وأخبرها بسعة التجارات بالسواد وانشراحها (5) .

Página 192