وحكى أن الإسكندر سار فى مسيره فى الأرض ، إلى مدينة في غاية المنعة والحصانة ، فتحصن فيها أهلها ، فيئس منها لحصاتتها . وتعرف خبرها فأعلم أن فيها من الميرة والعيون المتفجرة ما لا تخاف عليه النفاد . فدست تجارا من قبله متنكرين وأمدهم بالمال وأمرهم بدخول المدينة على سبيل التجارة وبيع ما معهم من بجاراتهم ، وأمرهم بابتياع ما أمكنهم من الميرة والمغالاة بها . فدخل التجار المدينة بتجاراتهم وانكشف عنها الإسكندر راجعا فأمنوه . فلم تزل بجاره يشترون منهم (الميرة ويغالون بها ، وهو يمدهم بالمال ، والقوم آمنون لبعد الإسكندر عنهم) حتى صار في أيدى بجاره أكثر ميرة المدينة . فلما علم ذلك كتب إلى بجاره : احرقوا ما فى أيديكم من الميرة كلها ، واهربوا عن المدينة . وزحف الإسكندر إليها ولاميرة بها إلاشىء يسير . فخحاصرهم أياما قليلة فأعطوه الطاعة وفتحوا له المدينة على حكمه .
Página 18