ابن خالد الأسدى ، والعباس ين زفر الهلالى ، وحرب بن قطن الهلالي ، ومحمد ابن مسلم البجلى . فشاورنا (1) في ذلك فأشرنا عليه أن يشرف بنفسه على الروم والثغور) ويمضى فيها أمره وإرادته . فقال لنا : إن من حزم الوالى (2) الشهم أن لا يبتذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما إن استكفاه رجلا من صنائعه كفاه إياه وقام به . وإنما اصطنعت (الولاة) الرجال ليصونوا بها مهجهم فى الحروب ومهاية أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرعيتهم . ولذلك يجب على الوالى اللببب الأريب أن يتخير الرجال لصنيعته ، لأن صنيعة الوالى جمته فى الحرب ووجهه فى حفظه . وقد تعرف الرعية قلة الوالى وكثرته بصنيعته . تم تمثل (3) :
وبعثت من ولد الأغر معتب (4)
صقرا يلوذ حمامه بالعوسج
فإذا طبخت بناره أنضحته
وإذا طبخت بغيرها لم تنضج
وهو الهمام إذا أراد فريسة
لم ينجها منه صريخ الهجهج
وقيل للاسكندر : أى شىءآ أنت به أسر، من ملكك ؟ قال : اقتدارى على الإحسان .
ومن شدة التحرز ، ماحكي فى كتاب من كتب الهند: إنه أهدى إلى بعض ملو كهم حلى وكسوة وبحضرته امرأتان من نسائه ووزير من وزرائه .
Página 10