ومثله قول عبد الوهاب بن جعفر الحاجب من شعراء اليتيمة أيضا:
أصلح فساد العيش مجتهدا
ففساد عمرك غير منصلح
ويقولون: احتمى عن ذكر الأمر؛ أي: تحاماه وتفادى منه، ولم يأت احتمى في شيء من كلامهم بهذا المعنى، ولا سمع في كلام العامة، ولكنه من الألفاظ التي انفرد بها بعض كتابنا تعمقا في الحذلقة، وله نظائر سنذكرها في ختام هذه المقالة.
ويقولون: دارك الخلل والفساد؛ أي: تلافاه، وإنما يقال في هذا المعنى: تدارك لا دارك؛ لأن المداركة في اللغة بمعنى المتابعة، يقال: دارك عليه الضرب إذا تابعه وجعل بعضه يلي بعضا؛ فهو عكس مقصودهم كما ترى.
ويقولون: هؤلاء قوم أغراب يريدون جمع غريب، وهذا الجمع غير مسموع في هذا الحرف، والصواب غرباء؛ لأن جمع فعيل على أفعال من الجموع السماعية فلا يتعدى المنقول عنهم.
ويقولون: عودته على الأمر وتعود عليه واعتاد عليه، والصواب حذف الجار في الكل؛ لأن هذا الحرف يتعدى بنفسه.
ويقولون: طال المطال على هذا الأمر؛ أي: طال العهد عليه مثلا، ويقرءون المطال بفتح الميم ذهابا إلى أنه مفعل من طال على ما يوهم ظاهر اللفظ، ولا معنى لهذا التركيب، وإنما هو عند من نقلت عنه هذه العبارة المطال بكسر الميم مصدر ماطله، مثل القتال من قاتله، والمعنى ظاهر.
ويقولون: فتش على الشيء فيعدونه بعلى، والصواب تعديته بعن، مثل بحث وفحص.
ويقولون: هذا الأمر في غاية الوضاحة والصراحة؛ يعنون بالوضاحة الوضوح، وهو غير مسموع في النقل، ولا وجه له في القياس؛ لأن الفعل من باب ضرب.
Página desconocida