Lengua, Religión y Tradiciones en la Vida de la Independencia
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Géneros
أما في مصر، فالأمر بالعكس، تقدم الرسالة إلى الجامعة المصرية بأي لغة أجنبية بدون اعتراض، ولو كانت في صميم الآداب العربية، أو الشريعة الإسلامية، وهي حين تقدم بالعربية يجب أن تكون مصحوبة بخلاصة فرنسية أو إنجليزية، ولو كان أعضاء الامتحان جميعا مصريين.
وقد قاومت هذه البدعة مرات كثيرة في جريدة البلاغ؛ لأن كلية الحقوق جرت في تقاليد الامتحانات العالية على إيثار تقديم الرسائل بلغة أجنبية، واتفق لها مرة أن قبلت رسالة كتبت باللغة الفرنسية عن الدية في الشريعة الإسلامية.
تذكروا أنكم دعوتمونا إلى تقديم ما نشاء من الآراء والمقترحات، فإن كنتم جادين فيما دعوتم، فنحن جادون فيما نقترح، ونحن نرى تقديم الرسائل إلى الجامعة بلغات أجنبية ينافي الحرص على مقومات الاستقلال.
قد تقولون: إنكم تريدون التعرف إلى الجامعات الأجنبية. ونحن نقول: إن لهذا التعرف وسائل كثيرة ، فاختاروا منها ما شئتم، إلا هذه الوسيلة التي تعلن تبعيتكم لثقافة الإنجليز أو الفرنسيس.
أنا أدعو إلى تعديل هذه الفقرة من لوائح الجامعة المصرية، وأوصي بجعل اللغة العربية لغة الرسائل العلمية والأدبية والتشريعية التي تقدم لنيل الدرجات الجامعية.
أترون في هذا الاقتراح شيئا من الشطط؟!
إن سعادة مدير الجامعة يعرف أني على حق، وإلى رأيه الموفق أكل تحقيق هذا الاقتراح النبيل.
10
ولكن ما هي اللغة التي تعد من مقومات الاستقلال؟
أهي اللغة المخدرة التي لا ترى الشمس، ولا يعرفها غير عشاقها المعدودين من كبار الكتاب؟ أهي تلك اللغة الهيوب التي تتعثر في كل حرف، وتسقط في كل فقرة، ويختلف من حولها العلماء في الصباح والمساء!
Página desconocida