وقولهم: «شفعه بثالث» غلط، إذ لا يقال شفعه إلا للثاني، من «الشفع».
والأصل في «القافلة» الرفقة الراجعة، فصارت تطلق على الرفقة المسافرين ذهابا أو إيابا. •••
وقس على ذلك تنوعات كثيرة يعدها القاموس خطأ، وقد نبه إلى خطئها جماعة من فطاحل البلغاء وألفوا في تصحيحها الكتب.
وأشهر ما ألفوه كتاب «درة الغواص في أوهام الخواص» لأبي محمد الحريري صاحب المقامات، وقد شرحها وعلق عليها كثيرون، ومنهم: ابن بري بن عبد الجبار النحوي المتوفى عام 582ه، وأبو عبد الله المعروف بحجة الدين الصقلي المتوفى عام 555، وابن المظفر المكي المتوفى عام 568، وابن الخشاب النحوي، وأبو بكر الأنصاري، وأحمد الخفاجي المصري، وغيرهم. وكل من هؤلاء أضاف إلى ذلك الكتاب ألفاظا من هذا القبيل فاتت صاحب الدرة ونبهوا إلى خطأ استعمالها، ومع ذلك فالطبيعة غلبت على آرائهم وأقوالهم لأن ما عدوه خطأ إنما هو من نتائج النواميس الطبيعية التي لا بد منها، سنة الله في خلقه.
الألفاظ النصرانية واليهودية
نريد بالألفاظ النصرانية واليهودية ما دخل اللغة العربية من الاصطلاحات الدينية لأهل الكتاب، وخاصة بعد أن نقلت التوراة والإنجيل إلى اللسان العربي، فقد كانت لغة الدين المسيحي قبل الإسلام السريانية واليونانية والقبطية ولغة اليهود العبرانية، على تفاوت في استخدام الواحدة دون الأخرى واختلاف ذلك باختلاف العصور والأماكن.
فلما جاء الإسلام وانتشر المسلمون في العراق والشام ومصر وتسلطت اللغة العربية، أخذت تلك اللغات تتقهقر حتى توارت ولم يبق منها إلا آثار قليلة في بعض الطقوس، فالمسيحيون أصبحت العربية لغتهم ولكنهم لم يستطيعوا التعبير بها عن كل اصطلاحاتهم الدينية، ولما ترجموا التوراة والإنجيل إلى العربية أبقوا كثيرا من الألفاظ الدينية على لفظها ومعناها. على أن كثيرا من الألفاظ النصرانية دخلت اللغة العربية في العصر الجاهلي، كالقسيس والدير والتوراة والإنجيل وغيرها. (1) الألفاظ الدينية والسريانية
وإليك أشهر الألفاظ النصرانية واليهودية التي دخلت اللغة العربية وأصلها سرياني أو كلداني مرتبة على حروف الهجاء، وقد يشتبه بعضها بالأصل العبراني أو ربما كان بعضها عبرانيا وقد وصل العربية على يد السريان:
آب بالمد لاسم الله
بحران
Página desconocida