والألفاظ اليونانية الإدارية قليلة في اللغة العربية، ومنها الأسطول والمنجنيق والدرهم والبطاقة والقنداق والكردوس والليمان.
وإذا تدبرت تاريخ هذه الألفاظ في لغاتها الأصلية أو بعد انتقالها إلى العربية، رأيت مدلولاتها تنوعت بتنوع الأحوال، فالدرهم مثلا الأصل فيه الدلالة على الوزن ثم دلوا به على نقد وزنه درهم، ثم أطلق على النقود كلها.
وأما الألفاظ اللاتينية فمنها: البلاط (بمعنى قصر الملك) والدينار والدمستق.
وربما أدخلوا ألفاظا تركية أو هندية أو كلدانية أو نبطية أو نحوها، مما يضيق المقام عن استيفائه.
الألفاظ العلمية
(1) العصر العباسي
نريد بالألفاظ العلمية ما اقتضاه نقل كتب العلم والفلسفة إلى اللغة العربية في العصر العباسي من الألفاظ الجديدة، لتأدية ما جد من المعاني مما لم يكن له مثيل في لسان العرب، كالمصطلحات الطبية والكيماوية والفلسفية والطبيعية والرياضية والفلكية والمنطقية، وما ألحق بذلك من مصطلحات علم الكلام والتصوف ونحوهما. وشأن أهل العصر العباسي في نقل تلك العلوم من اليونانية والفارسية والهندية وغيرها، مثل شأننا في نقل علوم هذا العصر من الفرنسية والإنجليزية والألمانية وغيرها، بل هم كانوا أحوج منا إلى اقتباس الألفاظ الأعجمية وتنويع المعاني العربية، لاستغنائنا عن كثير من ذلك بما وصل إلينا مما اقتبسوه ونوعوه من تلك الألفاظ.
ولم تقتصر تلك النهضة العلمية على تنويع الألفاظ وتبديلها، ولكنها أحدثت تنويعا في التعبير يسهل علينا تصوره لكثرته في نهضتنا هذه مما سنذكره في حينه. فالتغيير الذي أصاب اللغة العربية بنقل كتب العلم والفلسفة قسمان؛ أحدهما في المفردات والآخر في التراكيب، والتغيير اللفظي إما بتنوع الألفاظ العربية أو باقتباس ألفاظ أعجمية. (1-1) الألفاظ العلمية العربية
هي ألفاظ عربية تنوعت معانيها للدلالة على ما حدث من المعاني الجديدة العلمية والفلسفية، التي تنوعت من قبل للدلالة على المعاني الشرعية واللغوية والأدبية في صدر الإسلام.
وأول تلك الألفاظ أسماء العلوم التي نقلت إلى لساننا أو حدثت فيه على أثر ذلك، كالطبيعيات والإلهيات والرياضيات والمنطق والهيئة والجبر والمقابلة ونحو ذلك، مع ما في كل علم من الاصطلاحات الخاصة به وهي كثيرة جدا. إليك أمثلة منها:
Página desconocida