ولما جرى افتتاح دار الكتب اللبنانية رسميا في بيروت بتاريخ 7 حزيران 1937، رأى أمينها مؤلف هذا المقال أن يكون لها شأنها ومقامها بين زميلاتها المشار إليها. فأنشأ فيها معرضا ممتازا اشتمل على ما حوته خزائن تلك الدار، وما حوته خزائنه الخاصة من عتائق الرقوق، وبدائع المخطوطات، وروائع الخرائط والمصورات. وأصبح ذلك المعرض الكتابي أول معرض من نوعه في هذه الديار الشرقية.
الإسكوريال في إسبانيا
(1) دير الإسكوريال ومكتبته
الإسكوريال اسم لدير عظيم شيد سنة 1567 على بعد خمسين كيلومترا من مجريط،
1
بأمر الملك فيليب الثاني (1562-1584) وفيه دفن. وقد طالعنا وصفا لهذا الدير ومكتبته جديرا بالاعتبار بقلم السيد محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي في دمشق قال:
2
وأهم ما يلفت النظر في هذا الدير دار كتبه، وفيها 45 ألفا من المجلدات حوت كثيرا من المخطوطات والنقوش والرسوم. ومنها الكتاب المقدس الذي كان يقرأ فيه بعض ملوك إسبانيا في القرون الوسطى وبعضها كتب باللاتينية، ومنها ما كتب بالإسبانيولية أو اليونانية، ومنها المزين بأجمل الرسوم، ومنها المذهب المكتوب على رق. ويهمنا من هذه المكتبة مجموعة الكتب العربية، وهي ألفا مجلد كانت السفن الإسبانية غنمتها من مركب لأحد ملوك مراكش المتأخرين. وكان في هذا الدير قبل القرن السابع عشر نحو ثلاثة آلاف مخطوط عربي، فالتهمتها النار في الحريق الذي نشب في الدير
3
مع ما التهمت من الكتب الأخرى. (2) مصدر مخطوطات الإسكوريال
Página desconocida