وتعهد مدرسة الشرفة البطريركية بلبنان ومكتبتها. ونقل منها إلى رومة كتبا نفيسة قديمة يرتقي عهد بعضها إلى القرنين الحادي عشر والرابع عشر.
13 (8) هدية الكردينال تبوني بطريرك السريان الأنطاكي
بعد ارتقاء البطريرك أغناطيوس جبرائيل الأول تبوني إلى السدة الأنطاكية عام 1929، ارتحل إلى عاصمة الكثلكة قياما بالفروض التقليدية، خليفة مار بطرس. فانتقى حينذاك أغلى ما كان في خزانته الخاصة من المخطوطات القديمة، وأهداها إلى البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939)؛ لتضم إلى المكتبة الواتيكانيكة التي كان يديرها هذا البابا قبل انتخابه حبرا أعظم.
وعلى أثر توجيه الكرامة الكردينالية إلى البطريرك المشار إليه، جمع أيضا طائفة معتبرة من المخطوطات السريانية والعربية والفارسية والتركية، يناهز عددها ماية وخمسة عشر مخطوطا، بينها كتب منسوخة على رق الغزال يرتقي عهدها إلى القرن العاشر للميلاد. ولما سافر الكردينال البطريرك في السنة 1937 إلى عاصمة الكثلكة نقلها معه فأضيفت إلى هديته السابقة في المكتبة الواتيكانية. هكذا اغتنت تلك المكتبة الشهيرة بكنز جديد قدمته الكنيسة السريانية على يد بطريركها الكردينال لرأس الكنيسة الكاثوليكية.
14
وفي السنة التابعة ارتحل الكردينال البطريرك نفسه إلى رومة، وأتحف المكتبة الواتيكانية أيضا بطائفة من المخطوطات العتيقة، لا تقل اعتبارا وقيمة وعددا عن المخطوطات التي أهداها إليها سابقا.
15 (9) هدية قورلس جرجس دلال مطران الموصل
اقتفى آثار من نوهنا بذكرهم من مشاهير السريان متروبوليت الموصل السيد قورلس جرجس دلال؛ فإنه أتحف المكتبة الواتيكانية عام 1938 بعدد صالح من نفائس المخطوطات ونوادرها، نذكر منها: كتاب «الديدسقاليا»؛ أي تعليم الرسل مكتوبة على رق الغزال، ويرتقي عهدها إلى القرن الثامن للميلاد، ومما أهداه أيضا مطران الموصل إلى الخزانة الفاتيكانية إنجيل ضخم كتب في القرن الثالث عشر للميلاد يبلغ طوله 60 سنتيمترا، وهو مزدان بصور مستبدعة ملونة يزيد عددها على الخمسين صورة. ومما يلفت الأبصار أن جميع فصول الأناجيل، التي تقرأ في الأعياد الممتازة مدونة في هذا الكتاب الفريد بحروف ذهبية وملونة، وقد صرح العارفون بالمخطوطات القديمة أن لهذه التحف الكتابية قيمة أثرية كبرى فضلا عن قيمتها المادية. (10) هدية مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل
في السنة 1939 يمم رومة السيد يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل الكلداني؛ ليهنئ البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939) بيوبيله الكهنوتي الذهبي، فاغتنم تلك الفرصة وأهدى إلى قداسة الحبر الروماني إنجيلا ثمينا مكتوبا على رق الغزال، سر به الحبر الأعظم سرورا جزيلا.
16
Página desconocida