وأما (الباء) فأصلها للإلصاق(199) ، كقولك : كتبت بالقلم(200) ، ومررت بزيد(201) وقد تقع بمعنى (مع) كقوله تعالى : } وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به }(202) .
وأما ( خلا ) و(عدا) و( حاشا ) في الاستثناء فإن
منهم من جعلها حروفا تجر ما بعدها كما مر في النواصب(203) .
النوع الثاني : مجرور بحروف القسم
وهي ثلاثة : الواو ، الباء ، والتاء .
فالباء ، كقولك (204): بالله لأفعلن كذا ، والواو كقوله تعالى: } والعصر إن الإنسان لفي خسر} (205)والتاء كقوله تعالى: } وتالله لأكيدن أصنامكم } (206) .
واعلم أنه يقال في القسم : ايمن(207) الله ، وايم(208) الله ، ولعمرالله ، كلها مرفوعة بالابتداء وخبرها محذوف التقدير: ايمن الله حلفي ، ولعمر الله قسمي ، والعمر: البقاء ، ولكن يستعمل في القسم بفتح العين .
والحروف التي تصل القسم بالجواب الذي هو المقسم عليه ، خمسة : (إن) المشددة المكسورة ، واللام المفتوحة ، و(ما) و(إن) الساكنة ، و(لا) .
قال الله تعالى : } والعصر إن الإنسان لفي خسر }(209) ، وقال : } فوربك لنسألنهم}(210)وقال تعالى : } والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم } (211) ، وقال تعالى: } تالله إن كنا لفي ضلال مبين }(212) ، وقال تعالى: } وأقسموا بالله جهد أيمانهم ، لا يبعث الله من يموت }(213).
ثم لا يخفى أن هذه الحروف قد تحذف تخفيفا ، فيقال: والله قد جاءني زيد ، أي لقد جاءني ، وقال تعالى في جواب القسم: } والشمس وضحاها... قد أفلح } (214) ، أي : لقد أفلح .
وقد يحذف الجواب بالكلية كقوله تعالى : } ق~ . والقرآن المجيد بل عجبوا }(215) معناه : ق ، والقرآن المجيد لتبعثن ، وكذلك : } ص~ والقرآن ذي الذ كر }(216) ، وكذلك : }والنازعات غرقا}(217) ، والله أعلم .
Página 23