لاكتشاف الخبر
ملك :
إنكما يا ولداي تعلمان، ما لنا من العداوة عند الرومان، وانتصارهم علي في هذه المرة، أوقع في فؤادي كل حسرة وجمرة، وفرق شمل العسكر وجدع، وملأ قلوبهم خوفا وفزع، وعلى هذا تخور دعائم المملكة، من اختلاف الأحوال والحركة، وقد أزمعت أن أجرد جيشا جرار، أزحف به على أعدائنا الأشرار، وذلك بعد مدة وجيزة، أتمكن بها على ما أرغب تجهيزه، وفي هذا اليوم قد جاءني كتاب، من طرف ملك البورس المهاب، يعلمني أنه مستعد لإنجادي، وأن جميع ملكه طوع مرادي، وقد فوض أمر ابنته لدي؛ لأجعلها قرينة لإحدى ولدي، ويصير بعدها حليفي وسميري، ومساعدي في كل الأمور ونصيري، وقد توجهت يا فرناس إرادة أبيك، أن يخصك بهذا الاقتران دون أخيك، فبادر للهدايا والأموال، من ذلك الملك المفضال ، وبعد عقد الاقتران، نستعد لقتال الرومان.
فرناس :
لا ريب هذه الأفكار، هي مغناطيس الانتصار، الموضحة سبل النجاح، الموصلة لكل ربح وفلاح.
ملك :
ألك شبهة يا ولدي بهذا الكلام؟
فرناس :
لا يا والدي الهمام ... وكيف لا أشتبه بأفكار تجعلنا أتباع التبع، وتجبرنا أن نعيش أذلاء ما بزغ صبح وما لمع، ومن يكون ملك البورس أيها السلطان، حتى نصاهره ونجعله من الأقران! أما نخجل أن يكون عوننا، مع أنه في كل شيء دوننا، وأنا أقول بكل جسارة، وأجلى مقالة وعبارة: إذا كان ولا بد من التنازل لأحد السلاطين، فليكن تنازلنا للرومانيين؛ لأنهم أعظم منا اقتدارا، ولنا بمحالفتهم أجل افتخارا.
أكسيفار :
Página desconocida