لا يا مولاي الفخيم، أكسيفار ما ذاع أسراره، ولا أوضح أفكاره، ولا أبصرنا منه سوى الاهتمام، والرغبة في الحرب والانتقام.
ملك :
بالحرب والانتقام، سنستوضح المرام، ونميز الصدق من التزوير، بعون الله أيها الوزير.
أرباط :
أنت يا مولاي أعلم بفرناس الجريء، وأدرى بأكسيفار البريء، وأنا أخبرتك بالظاهر، والله أعلم بالسرائر.
ملك :
أنا لا أشك ببراءة أكسيفار، وما عنده لي من الطاعة والاعتبار، ولكن ذلك كان، من قديم الزمان، وأما بعدما سمع بوفاتي، ربما صار كأخيه عاتي، فلا بد من الفحص والتدقيق؛ لنعرف العدو من الصديق، ونقابل العدو بالإعدام، والصديق بالإحسان والإنعام، آه من زماني الغادر الخوان كيف أوقعني في أشراك، وحملني على بلاء وارتباك، وظفر أعدائي، وطال عنائي، وجرأ ولدي، على فعل الزيغ والغي، فأزمعا على الخيانة، وقلة الحفظ والأمانة.
لا يرتجي المرء حفظ الود من أحد
ولا يعول في الدنيا على ولد
فالغدر في الناس طبع لا يغيره
Página desconocida