El núcleo de las ciencias del libro
اللباب في علوم الكتاب
واحتج أبو مسلم بأمور:
الأول: أن قوله:
والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون
[البقرة: 4] إيمان بالأشياء الغائبة، فلو كان المراد من قوله: { الذين يؤمنون بالغيب } هو الإيمان بالأشياء الغائبة لكان المعطوف نفس المعطوف عليه، وهو غير جائز.
الثاني: لو حملناه على الإيمان بالغيب يلزم إطلاق القول بأن الإنسان يعلم الغيب، وهو خلاف قوله تعالى:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو
[الأنعام: 59] وكذا سائر الآيات الباقية تدل على كون الإنسان عالما بالغيب. أما على قولنا فلا يلزم هذا المحذور.
الثالث: لفظ " الغيب " إنما يجوز إطلاقه على من يجوز عليه الحضور، فعلى هذا لا يجوز إطلاق لفظ الغيب على ذات الله - تعالى - وصفاته، فقوله: { الذين يؤمنون بالغيب } لو كان المراد منه الإيمان بالغيب لما دخل فيه الإيمان بذات الله وصفاته، ولا ينبغي فيه الإيمان بالآخرة، وذلك غير جائز؛ لأن الركن الأعظم هو الإيمان بذات الله وصفاته، فكيف يجوز حمل اللفظ على معنى يقتضي خروج الأصل؟
أما على قولنا فلا يلزم هذا المحذور.
والجواب عن الأول: أن قوله: " يؤمنون بالغيب " يتناول الإيمان بالغائبات على الإجمال، ثم إن قوله بعد ذلك:
Página desconocida