El Núcleo de la Etiqueta

Usama ibn Munqidh d. 584 AH
218

El Núcleo de la Etiqueta

لباب الآداب

Investigador

أحمد محمد شاكر

Editorial

مكتبة السنة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Ubicación del editor

القاهرة

بني حنيفة حين ارتدوا. وذلك: أنه حين تواقف الفئتان دعا أبا مسيكة «١» الإيادي، فخرج اليه، فقال له: ويحك يأبا مسيكة! بعد الإسلام والتوحيد ارتددتَ «٢» ورجعت إلى الكفر؟! فقال: يا مالك، إياك عني، إنهم يحرِّمون الخمر ولا صبر عنها! قال: فهل لك في المبارزة؟ قال: نعم. فالتقيا، فتطاعنا بالرماح، ثم رمياها وصارا إلى السيوف، فضربه أبو مسيكة فشق رأسه حتى شتر عينه، فعاد معتنقا رقبة فرسه، فاجتمع حوله أصحابه يبكون، فقال لأحدهم: أدخل «٣» إصبعك في فمي، فعضها مالك، فالتوى الرجل من شدة العضة! فقال: لا بأس على صاحبكم، إذا سلمت الأضراس سلم الراس، ثم قال: احشوها سويقًا ثم شدوها بعمامة، ثم قال: هاتوا فرسي! قالوا: إلى أين؟ قال إلى أبي مسيكة! فركب، ودعا أبا مسيكة، فخرج اليهم مثل السهم، فتجاولا، فضربه مالك فقطعه إلى السرج، وعاد، فبقي مغمى عليه عدّة أيام [﵁] «٤» . فهذه الضربة سمي «الأشتر» «٥» . وقال حُضين «٦» بن المنذر- صاحب راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵇: ابتذال النفس في الحرب أبقى لها إذا تأخرت الآجال. قال أبجر بن جابر «٧» العجلي لبنيه: إن سركم طول البقاء، وحسن

1 / 188