قال أبو بكر بن العربي (١) .
(حرمة النبي ﷺ ميتا كحرمته حيا، وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثل كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر أن لا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به، وقد نبه الله تعالى على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ [الأعراف: ٢٠٤] (٢) . وكلام النبي ﷺ من الوحي، وله من الحرمة مثل ما للقرآن إلا معاني مستثناه (٣) بيانها في كتب الفقه والله أعلم) (٤) .
ومن الأدب مع الرسول ﷺ عدم جعل دعائه كدعاء الناس بعضهم بعضا، كما قال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور: ٦٣] (٥) وللمفسرين في معنى هذه الآية قولان:
- أحدهما: معناه أن لا تجعلوا دعاءكم ونداءكم للرسول ﷺ كما ينادي بعضكم بعضا باسمه المجرد فنهاهم الله أن ينادوا رسوله ﷺ بيا محمد. بل الأدب معه ﷺ أن ينادوه: بيا رسول الله، ويا نبي الله، مع خفض الصوت احتراما