وكان لوركا في طليعة الأدباء الذين تأثروا بالاتجاه السيريالي، وظهر ذلك في شعره في اختياره للصور الفنية في قصائده. وقد بدأت هذه الصور الغريبة تغزو شعره وتستبين فيه تدريجيا، منذ قصائد ديوانه «حكايا الغجر»، إلى أن وصلت إلى أقصى ذروتها من السيريالية الحقة في قصائد ديوانه «شاعر في نيويورك».
كذلك فإن صداقة لوركا - بل وحبه - لأخت الرسام دالي، «آن ماري دالي»، قد أثرا كثيرا على حياته العاطفية. ورغم أن المعلومات عن هذه العلاقة غير واضحة ولا هي متوفرة، إلا إن كثيرا من مؤرخي حياته يرجعون الأزمة العاطفية التي مر بها في عام 1929م إلى فشل هذا الحب وتحطمه، والتي لم يجد الشاعر دواء منها إلا السفر خارج بلاده إلى نيويورك، حيث قضي عاما وبعض العام في الخارج.
وقد خرج لوركا من زيارته الأولى لدالي في «قداقش»، بقصيدة عنوانها «أنشودة إلى سلفادور دالي»، نشرت عام 1926م في المجلة الفكرية الشهيرة التي كان يصدرها المفكر الإسباني «خوسيه أورتيجا أي جاسيت»، وهي «مجلة الغرب
Revisat del Occidente »، ونورد فيما يلي تلك القصيدة لأهميتها في الدلالة على الاتجاه السيريالي، الذي بدأ الشاعر في انتهاجه للتعبير عما يجيش في نفسه من عواطف وأفكار.
وردة في البستان العلوي الذي هفوا إليه
طوق يدور في أعراف الفولاذ الصافي،
وجبل الغيوم الانطباعية قد نضا عنه الثياب
بينما الرماديات تطل على حواجزها الأخيرة. •••
الرسامون الجدد، في مراسمهم البيضاء
يقطنون زهرة الجذر التربيعي المعقمة
Página desconocida