209

Linguistic Miracles in Texts from the Revelation - Lectures

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات

Géneros

في آية الحديد ما ذكر شيئًا من البيع والشراء لأن الفوز قد يكون في أمور أخرى. (والسابقون الأولون) ليس كلها على نمط واحد لكن هو شيء أعظم من شيء. لو رجعنا إلى الآية (والسابقون الأولون الفوز العظيم) وفي آية أخرى في سورة التوبة (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢» أولًا ما قال مساكن طيبة في جنات عدن وقال ورضوان من الله أكبر ورضوان من الله أكبر من الجنات. الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إلا رضى من الله تعالى أما المرضاة فتأتي من الله ومن غيره والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بالله ﷾ أما مرضاة فليست مختصة بالله تعالى وإنما تأتي لله تعالى ولغيره (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ (٢٠٧) البقرة) (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (١) التحريم) أما الرضوان فهو لله تعالى فقط، خاص بالله تعالى. والرضوان أعلى من الجنة وفي الأثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا، فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال يطُلّ الله تعالى على عباده أصحاب الجنة فيقول سلوني، فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول العلماء سلوه الرضى. ولذلك قال (ورضوان من الله أكبر) ولما ذكرها قال (ذلك هو الفوز العظيم) فخي حسب السياق الذي يأتي. هنا في الآية بشرى ونور والله تعالى في آية سمى البشرى فوزًا (لهم البشرى في الحياة الدنيا) . وفي هذه الآية نور وبشرى وما إلى ذلك فهو فوز عظيم. نظرة عامة على الآية: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤» .

1 / 209