¿Por qué se retrasaron los musulmanes? ¿Y por qué avanzaron otros?
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Géneros
أني لا أضيع عمل عامل منكم .
12
لقد ظن كثير من المسلمين أنهم مسلمون بمجرد الصلاة والصيام وكل ما لا يكلفهم بذل دم ولا مال، وانتظروا على ذلك النصر من الله، وليس الأمر كذلك؛ فإن عزائم الإسلام لا تنحصر في الصلاة والصيام، ولا في الدعاء والاستغفار، وكيف يقبل الله الدعاء ممن قعدوا وتخلفوا، وقد كان في وسعهم أن ينهضوا ويبذلوا؟!
13
اعتذار المسلمين عن أنفسهم ورده
يقولون: ليس عند المسلمين ما عند الإفرنج من الثروة والسعة لينفقوا في أعمال الخير وفي مساعدة بعضهم بعضا. فنقول لمن يحتج بهذه الحجة: إننا نرضى منهم أن ينفقوا على نسبة رءوس أموالهم كما تقدم الكلام عند ذكر الجهاد بالمال، فهل المسلمون فاعلون؟!
إننا نراهم قد محوا رسوم الأوقاف والمؤسسات الخيرية التي تركها آباؤهم، فضلا عن كونهم لا يتبرعون بأموالهم الخاصة، ولا يجرون مع الأوروبيين في ميدان من جهة التبرع لأجل المشروعات العامة، فكيف يطمع المسلمون أن تكون لهم منزلة الأوروبيين في البسطة والقوة والسلطان، وهم مقصرون عنهم بمراحل في الإيثار والتضحية؟! فإن العمل لأجل السلطان في الأرض، أشبه بالحرث في الأرض، فبقدر ما تشتغل فيها هي تعطيك، وإن قصرت في العمل قصرت هي في الثمر، والمسلمون يريدون سلطانا يشبه سلطان الأوروبيين بدون إيثار ولا بذل، ولا فقد شيء من لذائذهم، وينسون أن الله تعالى يقول:
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .
14
وقد يقولون: إننا جربنا البذل والتضحية، وابتلينا بالنقص من الأموال والأنفس والثمرات وصبرنا ولم يفدنا ذلك شيئا، وبقي الأوروبيون مسلطين علينا، إني أنقل هذا القول عن بعضهم؛ لأني قد سمعته كثيرا.
Página desconocida