Life of Muhammad and His Message
حياة محمد ورسالته
Editorial
دار العلم للملايين
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٣٩٠ هـ
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
يؤيد هذا تأييدا كافيا ذلك الحديث الذي دار بين يوحنا المعمدان واولئك الذين وفدوا عليه ليسألوه: «من أنت؟ فاعترف ولم ينكر واقرّ اني لست أنا المسيح. فسألوه اذن ماذا؟ ايليا أنت؟ فقال لست انا.
ذلك النبي أنت؟ فأجاب لا.» (سفر يوحنا ١: ١٩- ٢١) .
وهذا يظهر على نحو يقينيّ ان اليهود كانوا يترقبون ظهور ثلاثة أنبياء مختلفين. اولهم ايليا الذي اعتقدوا انه سوف يظهر بشخصه كرة أخرى على هذه الأرض، وثانيهم المسيح، وثالثهم نبيّ ذو شهرة كليّة إلى درجة رأوا معها ان من غير الضروري نعته بأيّ وصف مميّز- كان قولهم «ذلك النبي» كافيا للدلالة على من يعنون. ذلك كان مدى الشيوع والانتشار اللذين حظيت بهما بين اليهود نبوءة موسى في ما يتصل بظهور نبيّ مثله. ومن هنا يتضح ان اليهود كانوا، قبيل ظهور يسوع مباشرة، يرتقبون ثلاثة أنبياء، وفقا لما تنبأ به كتابهم المقدس: - المسيح، وايليا للمرة الثانية، والنبي الذي هو مثل موسى. ولقد تحقّقت اثنتان من هذه النبوآت في شخصي يسوع ويوحنا، وقد أعلن الأول انه المسيح، وأعلن الثاني انه بعث في روح ايليا.
ولكن أيا منهما لم يدّع أنه النبي الموعود، المماثل لموسى. لا، ولم يعتبرهما أحد من الذين آمنوا بهما ذلك النبيّ الموعود. وبظهور يسوع انقطعت سلسلة النبوّة بين اليهود. وهكذا ظلت نبوءة «سفر تثنية الاشتراع» حول نبيّ مثل موسى غير محقّقة بقدر ما يتعلق الأمر بالاسرائيلين. فأذا قلبّنا صفحات تاريخ العالم لم نجد أيما نبيّ غير محمد ﵇ أعلن انه النبي الذي تنبأ موسى بظهوره، ولم نجد أيما كتاب مقدس غير القرآن الكريم أشار إلى تحقّق النبوءة في شخص امرئ ما. والوقائع أيضا تؤيد هذا الاستنتاج نفسه. فقد كان موسى صاحب شريعة، وكذلك كان محمد صلوات الله وسلامه عليهما. وليس بين الانبياء الاسرائيلين الذين خلفوا موسى أيما نبي جاء قومه بشريعة
1 / 47