Lessons from Sheikh Abdul Rahman Al-Mahmoud
دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود
Géneros
وساطة الأوس لحلفائهم بني قريظة
أيها الإخوة! لما كان بنو النضير وبنو قينقاع من اليهود حلفاء الخزرج في الجاهلية، وقد شفعوا لهم وقبل النبي ﷺ شفاعة عبد الله بن أبي ابن سلول فيهم، فاكتفى بإجلائهم من المدينة، وهنا رغب الأوس وهم حلفاء بني قريظة أن يشفعوا لهم، كما فعل إخوانهم الخزرج مع حلفائهم، وتوجه وفد من وجوه الأوس إلى رسول الله ﷺ وطلبوا منه أن يتكرم بالتخفيف من الحكم على هؤلاء اليهود ولو بنفيهم عن المدينة، كما فعل مع بني قينقاع.
وقد كان رسول الله ﷺ بما جبل عليه من نبل وكرم ومراعاة لأصحابه خاصة الذين آووه ونصروه حان لا يرد طلبًا يقدر عليه، وهاهو ﵊ قد استجاب قبل لرأس النفاق حين طلب من الرسول ﷺ أن يهب له حلفاءه من اليهود، فكيف لا يستجيب لأصحابه الكرام من الأوس الذين ناصروه في الإسلام ﵃؟ قال ابن إسحاق: فلما أصبحوا -أي: بني قريظة- نزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فقال الأوس: يا رسول الله! إنهم كانوا موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا ما قد علمت.
وكان رسول الله ﷺ قد حاصر بني قينقاع، فنزلوا على حكمه، فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فوهبهم له، فلما سألته الأوس قال رسول الله ﷺ: (ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال رسول الله ﷺ: فذاك سعد بن معاذ).
12 / 4