183

دروس للشيخ محمد حسان

دروس للشيخ محمد حسان

Géneros

الشرط الرابع: الانقياد والإذعان الشرط الرابع من شروط (لا إله إلا الله) التي لا ينتفع قائلها إلا بها: الانقياد: والانقياد هو: الاستسلام والإذعان والتسليم لأمر الله ﷿، وهذا الانقياد له شروط: أول شرط من شروط الانقياد: هو قبول شرع الله ورفض شرع ما سواه، من قوانين ديمقراطية علمانية شيوعية بعثية إلى آخره. الشرط الثاني من شروط الانقياد هو: لا دين إلا ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان نبيه ﷺ، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله ﷿، ولا يحق لأي سلطان، ولا لأي هيئة، ولا لأي جماعة، ولا لأي مجلس، ولا لأي سلطة: أن تشرع للناس من دون الله ﷿، بل إن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرم الله ﷿. الشرط الثالث من شروط الانقياد هو: نفي النسك عن غير الله ﷿، أي: نفي العبادة عن غير الله، وتوجيهها لله جل وعلا وحده، كما قال الله سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام:١٦٢ - ١٦٣]. فتوجه العبادة كاملة بركنيها من كمال الحب وكمال الذل إلى الله جل وعلا. فلا عبادة إلا لله، مع الكفر بجميع الطواغيت، والإيمان بالله وحده: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ﴾ [البقرة:٢٥٦]؛ قدم الله الكفر بالطاغوت على الإيمان به؛ لأنه لابد من التخلية قبل التحلية: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:٢٥٦]. هذا بإيجاز الشرط الرابع.

17 / 13