146

دروس للشيخ محمد حسان

دروس للشيخ محمد حسان

Géneros

زواج خديجة بالنبي ﷺ ولكنها لما سمعت بأخلاق النبي ﵊ أرسلت إليه ليتاجر لها في مالها، فرأت أمانته وصدقه وعفته، فرغبت في الزواج منه ﵊. واتفقت الروايات كلها على أن خديجة ﵂ هي التي خطبت النبي ﷺ لتتشرف بالزواج منه، وذهب الرسول ﷺ إلى بيت خديجة في صحبة عمه حمزة وأبي طالب الذي قام خطيبًا في قوم خديجة، وكان مما قاله أبو طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوبًا، وحرمًا آمنًا، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش شرفًا ونبلًا وفضلًا إلا رجح به محمد، ومحمد من قد عرفتم، وله في خديجة رغبة، ولها فيه مثل ذلك، وما أحببتم من الصداق فعليه. فقال عمها عمرو بن أسد موافقًا على هذا العرض الكريم: هو الفحل لا يقدح أنفه. أي: هو الكفء الكريم الذي لا يرد. والجمهور من العلماء يقولون: إن خديجة ﵂ كانت في الأربعين من عمرها، وكان النبي ﷺ في الخامسة والعشرين من عمره، وكان زواجًا سعيدًا ميمونًا مباركًا، ضربت فيه خديجة أروع المثل في الوفاء والبر والصلاح، والإيثار والكرم.

14 / 8