دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي
دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي
Géneros
الخشوع
من علامة بر الحج ومن علامة قبوله: الخشوع.
فالله ﷾ إذا رزق الإنسان سلامة القلب بالإخلاص لوجهه، ورزقه الشعور بعظيم نعمة الله عليه، ورزقه سلامة اللسان والجوارح والأركان؛ استقام في حجه فأقبل على الله قلبًا وقالبًا، أقبل على الله ﷾ وهو يستشعر كل حركة يفعلها، وكل كلمة يقولها.
الحج من أول لحظة فيه يدعو للخشوع، ويدعو للاستكانة والخضوع، فالمسلم من أول لحظة يخرج فيها من بيته تنبعث في نفسه ذكريات الآخرة، ويتحرك في قلبه ذكر لقاء الله ﷾، فاليوم يخرج مفارقًا لأهله وأولاده، وغدًا هو غريب عنهم في سفره، وعن قريب يفارقهم بلا رجعة.
وإذا قدم على الميقات فأزال ثيابه، وتجرد من لباسه لإحرامه، تذكر ساعة تنزع منها ثيابه وينزع من الدنيا فلا يعود إليها أبدًا، فلا لا إله إلا الله من يوم لبست فيه ثيابك، وقد كتب الله ﷻ ألا تنزع هذا الثوب الذي لبسته! فلا إله إلا الله من يوم لبست فيه ثيابك وكتب الله ﷻ ألا تنزع هذا الثوب الذي لبسته وأنه ينزع منك! فإذا تجردت لإحرامك تذكرت هذه الساعة التي تنزع فيها من أهلك وأولادك وأحبابك وجيرانك، وإذا اغتسلت تذكرت خرير الماء عليك وأنت تغسل لكفنك ولحدك، وإذا صرت في جموع المؤمنين استشعرت في كل لحظة وأنت ضيف على الله رب العالمين.
5 / 4