وضمتهم حجرة أنيقة، وقدم لهما زلابية وقدحين من الكركديه .. حاما حول شكواه، سألهما عن موطنهما، قالا إنهما من سمرقند .. حاما حول شكواه مرة أخرى .. قال: يبوح الحائر بسره للغريب.
فقال ذو الصوت العميق: وقد يجد عنده ما لا يخطر على بال.
فقال نور الدين متنهدا: فلتمطرنا السماء مطرة غير متوقعة.
واندفع يحكي لهما حكاية حلمه العجيب حتى تلاشى صوته في صمت شامل وهو يرنو إليهما في حياء .. ثم قال ذو الصوت العميق: تعارفنا بالقلوب كما يجدر بأهل الكرم، ولكن آن لنا أن نتعارف بالأسماء، أما أنا فعز الدين السمرقندي، وهذا شريكي خير الدين الأنسي.
فقال نور الدين : نور الدين بياع الروائح العطرية. - تجارة جميلة مثل وجهك. - هل داخلكما شك في عقلي؟ - معاذ الله، الله لا يضع جماله إلا حيث يريد أن يضع رضاه. - هل صدقتماني؟
فقال عز الدين: أجل أيها الشاب، إني جواب بلدان، وقد سمعت من حكايات الأولين ما لا يخطر على قلب بشر؛ لذلك لا أشك في حقيقة حلمك.
فانتعش قلب نور الدين بالآمال، وتساءل: هل يمكن أن أبلغ المراد بالوصول إلى محبوبتي؟ - ما أشك في ذلك.
فتأوه متسائلا: ولكن كيف ومتى؟
فقال الرجل: بالصبر والإصرار يتحقق الوصول.
وسأله خير الدين الأنسي: أأنت في حاجة إلى مال؟
Página desconocida