قال الرجل: حاكم الحي يود مقابلتك.
فقال دون مبالاة: على الرحب والسعة، أين؟ - في المكان الذي يروقك!
يا أولاد الخنفساء يا جبناء .. قال: في داره كما يقضي بذلك الأدب.
فقال بيقين: ستلقى العناية والأمان.
فقال ضاحكا في استهانة: لا خوف علي من أي قوة في الأرض!
فقال خليل فارس وهو يداري امتعاضا، وربما خوفه: سنكون في انتظارك في الضحى.
5
رأى من اهتمام الناس ما ينذر بتجمهر جديد فرجع إلى مسكنه الحقير .. ورأى عجر الحلاق فأخبره بأنه أصبح أحدوثة المدينة لا الحي وحده .. وأن معجزته هزت أركان القصر السلطاني .. ولما علم بالمقابلة الوشيكة بينه وبين الحاكم، قال عجر: لا تبال بأحد فإنك أقوى رجل في الدنيا، والناس الآن بين اثنين؛ من يخشى قوتك حرصا على جبروته ومن يرجوها رحمة بضعفه.
فقال مداريا حزنه الخفي بابتسامة: تذكر يا عجر أنني من عباد الله المطيعين.
فدعا له بالفوز والنجاح.
Página desconocida