6
من السرقة للسخف ثم الجريمة .. سقط في الهاوية .. ولما ضرب عنق بياع البطيخ في اليوم التالي هيمن عليه يأس مطلق .. هام في الطرقات على وجهه كالمجنون .. كره نفسه لدرجة كره معها الدنيا وأحلامه الخالدة .. همس لنفسه: الاعتراف والجزاء الحق، هذا ما بقي لي.
فرأى أمامه الآخر وهو يقول: حذار!
فصاح به غاضبا: عليك اللعنة.
فتلاشى وهو يقول: أهذا جزاء من سلمك مفتاح القوة واللذة!
وتمطى السخط في ذاته مشعشعا بالجنون الأحمر، فراح يسكر مناديا الشياطين من مكامنها .. وتذكر خواطر مثقلة بالشهوة كانت تداعبه فيطردها بالإعراض والتقوى .. تجسدت في إشعاعات جنونه الأحمر في صورتين؛ قمر أخت حسن العطار، وقوت القلوب زوجة سليمان الزيني .. قال لنفسه ما دامت الخمر قد ألقيت في جوفي فما خوفي من السكر؟ .. لم يبق لي إلا حسن الامتثال للعنة .. فلأرفع نفسي إلى السماء ولتنطلق الشياطين من قماقمها .. وليقدم العذاب مكللا بالضحايا.
7
وتساءلت قمر العطار. - لماذا فاضل صنعان؟ .. يا له من حلم!
ولكنها لمست للحلم آثارا لا تنكر، فذهلت وقالت كأنه الشيطان. استحوذ عليها الرعب وتخايل لعينيها الموت.
وقالت قوت القلوب: إنه كابوس .. ولكن لماذا فاضل صنعان وما خطر لي في وجدان قط؟
Página desconocida