فأنشد الشيخ:
زائر نم عليه حسنه
كيف يخفي الليل بدرا طلعا؟
ثم قال: من ذل في نفسه رفع الله قدره، ومن عز في نفسه أذله الله في أعين عباده.
14
عقد لعلاء الدين على زبيدة .. انتقل الفتى إلى دار الشيخ الكبير .. شهد الوليمة البسيطة عجر وفتوحة وفاضل صنعان والمعلم سحلول وعبد القادر المهيني .. ووفد المجنون بلا دعوة فجلس إلى يمين العريس .. وعقب الوليمة مضى عجر إلى داره بصحبة نفر من خاصته، فدارت أرطال النبيذ، وراح يرقص ويغني حتى مطلع الفجر.
15
ولم تمض على ليلة الزفاف أيام حتى تكدر صفو الحي بأحداث أليمة، فزحف عليه وباء الشر بوجهه الكالح .. فقدت جوهرة نادرة من دار الإمارة، جزعت لفقدها حرم الحاكم الفضل بن خاقان، وتذكر بها الحاكم أحداث الفوضى التي تنتاب الحي بين الحين والحين من اغتيالات وسرقات تنكشف عن أبشع المؤامرات وتنتهي بقتل الحاكم أو عزله .. وصب الرجل غضبه على درويش عمران كبير الشرطة، ولكن الرجل نفى عن جهازه الغفلة، ووعد بالقبض على الفاعل والعثور على الجوهرة.
وأطلق كبير الشرطة مخبريه في كل مكان من الحي .. وبناء على ما تلقى من معلومات اقتحم دار الشيخ عبد الله البلخي غير مبال بتذمر الأهالي، وفتشها تفتيشا دقيقا، وإذا به يعثر على الجوهرة في صوان علاء الدين، كما عثر به على رسائل تقطع بتعاونه مع الخوارج، هكذا قبض على علاء الدين وألقي به في السجن، فتقررت محاكمته بصفة عاجلة.
16
Página desconocida