Las Grandes Clases de al-Sha'rani

Abd al-Wahhab al-Shaarani d. 973 AH
146

Las Grandes Clases de al-Sha'rani

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Editorial

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Año de publicación

1315 هـ

طالبون الله تعالى أينكر عليهم مسلم؟ كلا والله.

وقيل للجنيد رضي الله عنه إن قوما يتواجدون، ويتمايلون قال دعهم مع الله تعالى يفرحون، ولا تنكر إلا على العصيان المصرح به في الشريعة أما هؤلاء القوم فقد قطع الطريق أكبادهم، ومزق التعب، والنصب أمعاءهم، وضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم، ولو ذقت يا أخي مذاقهم لعذرتهم في صياحهم، وشق ثيابهم فالله يلهم أولادي سلوك سبيل الرشاد إنه سميع مجيب وكان رضي الله عنه يقول: قلة معرفة أخلاق القوم من الحرمان لأن خرق سياج الأدب معهم يؤدي إلى العطب، والباب مفتوح ما غلق إلا أن القوم واقفون بباب الله والجواب منادمات في الغيب بالغيب وكان رضي الله عنه يقول: أسلم التفسير ما كان مرويا عن السلف وأنكره ما فتح به على القلوب في كل عصر، ولولا محرك يحرك قلوبنا لما نطقت إلا بما ورد عن السلف فإذا حرك قلوبنا وارد استفتحنا باب ربنا واستأذناه وسألناه الفهم في كلامه فنتكلم في ذلك الوقت بقدر ما يفتحه على قلوبنا فسلموا لنا تسلموا فإننا فخارة فارغة، والعلم علم الله تعالى.

وكان يقول: فيض الربوبية إذا فاض أغنى عن الاجتهاد فإن صاحب الجهد قاصر ما لم يقرأ في لوح المعاني سر عطاء القادر فقد يعطي المولى من يكون قاصرا ما لم يعط أصحاب المحابر، وليس مطلوب القوم إلا هو فإذا حصلوا على معرفته عرفوا بتعريفه كل شيء من غير تعب، ولا نصب ثم إذا صحت لهم المعرفة فلا حجاب له بعد ذلك إلا إن خذل نسأل الله السلامة، وكان يقول: من فني في الفناء بقي في البقاء والفناء من الحجب إلا أن يكون فناء الباطل كما قال: بعضهم أفنى موسى عن موسى حتى عاد هو المتكلم، وكان رضي الله عنه يقول: من لم يكن عنده شفقة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله تعالى وقد ورد أن موسى عليه السلام لما رعى الغنم لم يضرب واحدة بعصا منهن، ولا جوعها، ولا آذاها فلما علم الله تعالى قوة شفقته على غنمه بعثه الله نبيا وجعله كليما راعيا لبني إسرائيل، وناجاه فمن أعز الخلق وأشفق عليهم ترقى إلى مراتب الرجال والسلام.

وكان رضي الله عنه يقول: والله لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة ودخلوا تحت الأوامر لاستغنوا عن الأشياخ ولكن جاءوا إلى الطريق بعلل، وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم، وكان إذا أخذ العهد على فقير يقول: له يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج إلى بيت الله الحرام واتباع جميع الأوامر المشروعة، والأخبار المرضية والاشتغال بطاعة الله تعالى قولا وفعلا، واعتقادا، ولا تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا، ومطاياها، وملابسها، وقماشها، ورياشها، وحظوظها، واتبع نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم في أخلاقه فإن لم تستطع فاتبع خلق شيخك فإن نزلت عن ذلك هلكت يا ولدي واعلم أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق، ولا هي كلام من غير عمل إنما التوبة العزم على ارتكاب ما الموت دونه صف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيم، ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة، ويزعم أنه من أهل الطريقة، ومن استهزأ بالأشياء استهزأت به، والسلام.

وجاءه فقير يطلب أن يلبس الخرقة من الشيخ فنظر إليه، وقال: يا ولدي التلبس في الأمور ما هو جيد لا يصلح لبس الخرقة إلا لمن درسته الأيام، وقطعته الطريق بجهدها، وأخلص في معاملته، وقرأ معاني رموز القوم ونظر في أخبارهم، وعرف مقصودهم في سائر حركاتهم، وسكناتهم، وأسفارهم، وخلواتهم، وجلواتهم فإن كنت صادقا فلا تكن مجانا ولا لعابا، ولا صبي العقل فما الأمر بقول العبد تبت إلى الله تعالى باللفظ دون القلب، ولا بكتابة الورق والدرج وإنما الأمر توبة العبد عن أن يلحظ الأكوان بعيني قلبه أو يراعي غير مولاه فإذا صح للفقير هذا الأمر فهناك يصلح للرقي في مقامات الرجال، وكان رضي الله عنه يقول: فوت المبتدي الجوع، ومطره الدموع، ووطره الرجوع يصوم حتى يرق، ويلين، وتدخل الرقة قلبه، وتفتح مسامع لبه ويزول الوقر من سمعه فيسمع بأذن، وقلب كلام القرآن، ومواعظه، وأما من أكل، ونام، ولغا في الكلام وترخص، وقال: ليس على فاعل ذلك ملام فإنه لا يجيء منه شيء، والسلام. وكان رضي الله عنه يقول: ما بنيت طريقتنا هذه إلا على التيار، والنار، والبحر الهدار، والجوع ، والاصفرار ما هي بمشدقتك، ولا بالفشار دعني فما وجدت من أولادي واحدا اقتفى آثار الرجال، ولا صلح أن يكون محلا للأسرار فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من هذا الزمان الغدار.

وكان رضي الله عنه يقول: الفقير كالسلطان مهابة، وكالعبد الذليل تواضعا ومهانة. قلت: وإنما كان كالسلطان لعفته، وترك إسقاطه

Página 148