Las Grandes Clases de al-Sha'rani

Abd al-Wahhab al-Shaarani d. 973 AH
142

Las Grandes Clases de al-Sha'rani

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

Editorial

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

Año de publicación

1315 هـ

الله عنه يقول: إذا اشتغل المريد بالفصاحة، والبلاغة فقد تودع منه في الطريق، وما اشتغل أحد بذلك إلا وقطع به، وأما حكايات الصالحين، وصفاتهم فمطالعتها للمريد جند من أجناد الله تعالى ما لم يقنع بها في الطريق، وكان يقول: العلم كله مجموع في حرفين أن يعرف العبودية، ويعبده فمن فعل ذلك فقد أدرك الشريعة، والحقيقة، وليس في هذا تعطيل العلماء بل العلم ابن للعمل، وإنما قلنا ذلك من أجل قول الله تعالى: " فاقرءوا ما تيسر منه " " المزمل: 20 " ولكل فرقة منهاج، وإلا فقد يجمع الله العلم، والعمل في رجل واحد، يفيد الناس كل الفوائد فالشريعة هي الشجرة، والحقيقة هي الثمرة، وكان يقول: الطريق إلى الله تعالى تفني الجلاء، وتفتت أكباد، وتضني الأجساد، وتدفع السهاد، وتسقم القلب، وتذيب الفؤاد فإذا ارتفع الحجاب سمع الخطاب، وقرأ من اللوح المحفوظ الرموز، واطلع على معان دقت، وشرب بأوان رقت فكان مع قلبه ثم يكون مع مقلبه لا مع قلبه لأن الله يحول بين المرء، وقلبه فإذا خرج عن الكل طال لسانه بلا لسان مع شدة اجتهاده، وأعماله الظاهرة ثم الباطنة ثم بعد ذلك لا حركة، ولا كلام، ولا تسمع إلا همسا إنما هو سمت بلا حس ثم يصفو من صفاء الصفاء، ووفاء الوفاء، ويخلص من إخلاص الإخلاص في الإخلاص للإخلاص ثم يتقرب بما يكون به جليسا فإن المجالسة لها آداب أخر خاصة يعرفها العارفون وكان رضي الله عنه يقول: إذا كمل العارف في مقام العرفان أورثه الله علما بلا واسطة، وأخذ العلوم المكتوبة في ألواح المعاني ففهم رموزها وعرف كنوزها، وفك طلسماتها، وعلم اسمها، ورسمها، وأطلعه الله تعالى على العلوم المودعة في النقط، ولولا خوف الإنكار لنطقوا بما يبهر العقول، وكذلك لهم من إشارات العبارات عبارات معجمة، وألسن مختلفة، وكذلك لهم في معاني الحروف، والقطع، والوصل، والهمز، والشكل، والنصب، والرفع ما لا يحصر، ولا يطلع عليه إلا هم وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب على أوراق الشجر، والماء، والهواء، وما في البر، والبحر، وما هو مكتوب على صفحة قبة خيمة السماء، وما في جباه الإنس، والجان مما يقع لهم في الدنيا، والآخرة، وكذلك لهم الاطلاع على ما هو مكتوب بلا كتابة من جميع ما فوق الفوق، وما تحت التحت، ولا عجب من حكيم يتلقى علما من حكيم عليم فإن مواهب السر اللدني قد ظهر بعضها في قصة موسى، والخضر عليهما السلام، وكان رضي الله عنه يقول: من الأولياء من لا يدري الخطاب، ولا الجواب فهو كالحجارة مودعة أسرارا ناطقة بلسان حال صامتة عن الكلام مودعة من غوامض الأسرار، والعطاء مفرق فمنهم عارف، ومحب، ومشغوف، وذاكر، ومذكر، ومعتبر، وناطق، وصامت، ومستغرق، وصائم، وقائم، وهائم، ومفطر، وصائم صائن، وصائم صائم، وقائم دائم، ونائم، واصل، وواصل سهران، وواقف ذاهل، وداهش، واهن وواهم، وباك باسم، ومقبوض، وضاحك، وخائف، ومختلط، ومختبط، وموله، ومتوله، وصائح، ونائح، ومجموع بجمعيه، وجمعه إن خرج عن إياهما انتفع، ومنهم من مزق الثياب حين حقق، وتاب، وغلب عليه الحال، ويرحم الله البعض بالبعض، وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي طوبى لمن وصل إلى حال تقرب العباد من الله تعالى ثم وقف يدعوهم إليها فكونوا داعين إلى الله تعالى بإذن الله، وكان رضي الله عنه يقول: رأس مال المريد المحبة، والتسليم، وإلقاء عصا المعاندة، والمخالفة، والسكون تحت مراد شيخه، وأمره فإذا كان المريد كل يوم في زيادة محبة وتسليم سلم من القطع فإن عوارض الطريق، وعقبات الالتفاتات ، والإرادات هي التي تقطع عن الإمداد، وتحجب عن الوصول.

وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي إذا لم يحسن أحدكم أن يعامل مولاه فلا يقع في أحوال لا يدريها فإن القوم تارة يتكلمون بلسان التمزيق، وتارة بلسان التحقيق بحسب الحضرات التي يدخلونها وأنت يا ولدي لم تذق حالهم، ولا تمزقت، ولا دخلت حضراتهم فمن أين لك أنهم على الضلال أفتعوم يا ولدي البحر، ولست بعوام ثم إذا غرقت فقد مت ميتة جاهلية لأنك ألقيت نفسك للمهلك، والحق قد حرم عليك ذلك بل الواجب عليك يا ولدي أن تطلب دعاء القوم، وتلتمس بركاتهم هذا إذا لم تجد قدرة على عملهم، فإن وجدت قدرة على ذلك سعدت أبد الآبدين، واعلم يا ولدي أن ألسن القوم إذا دخلوا الحضرات مختلفة، وفي إشاراتهم وكلماتهم ما يفهم ومنها ما لا يفهم، وكذلك من أحوالهم ما يعبر عنه، ومنها ما لا يعبر وكذلك في أسرارهم ما لا يصل إليه مؤول، ولا معبر، ولا معطل، ولا مفسر لأن أسرارهم موضع سر الله تعالى، وقد عجز القوم عن معرفة أسرار الله تعالى في أنفسهم فكيف في غيرهم فيجب عليك يا ولدي التسليم لله في أمر القوم وحسن الظن

Página 144