Las Grandes Clases de al-Sha'rani
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Editorial
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Año de publicación
1315 هـ
به الوصول، وكان يقول: أبت البشرية أن تتوجه إلى الله تعالى إلا في الشدائد فقيل له في ذلك قال: عطشت مرة في طريق الحاج فقلت لخادمي اغرف لي من البحر المالح فغرف لي ماء حلوا فلما ذهبت الضرورة غرفت فإذا هو مالح، وكان يقول: لا يكون الابتلاء إلا في الفحول من الرجال. وأخبار القرشي كثيرة مشهورة رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ محمد بن أبي جمرة
رضي الله تعالى عنه ورحمه آمين
وهو غير عبد الله بن أبي حمزة، وكان رضي الله عنه كبير الشأن مقبوض الظاهر معمور الباطن غلبت عليه آثار صفة الجلال كان معظما للشرع قائما بشرائعه، وشعائره، وأنكروا عليه في دعواه رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، وعقدوا له مجلسا فأقام في بيته لا يخرج إلا لصلاة الجمعة، ومات المنكرون عليه على أسوأ حال وعرفوا بركته، ودفن رحمه الله تعالى بالقرافة بمصر، وقبره بها ظاهر يزار، وكان رضي الله عنه يقول: لا يفهم عنك إلا من أشرق فيه ما أشرق ورك، وكان رضي الله عنه يقول: لما كان العلماء والأولياء ورثة الرسل، والأنبياء فلا بد من حصول فترات تقع بين العالم، والعالم، والولي، والولي فإذا اندرست طريقة الداعي أتى يعد زمان من يجددها، ولما كان يحصل في فترات الأنبياء عبادة الأصنام من دون الله كذلك يقع في فترات الأولياء عبادة الأهواء، والبدع وتبديل الأفعال بالأقوال، وغير ذلك مما يشهده أرباب القلوب المنيرة.
وكان رضي الله عنه يقول: لو قدرت أن أقتل من يقول: لا موجود إلا الله فعلت فما يقول هذا في بوله، وغائطه، وعجزه عن دفع الآلام عن نفسه ، وشرط الإله أن يكون قادرا فكيف يقول أنا عين الحق هذا من أضل الضلال، وكان رضي الله عنه يقول: لو تدبر الفقيه في قراءته لاحترق بأنوار القرآن، وهام على وجهه، وترك الطعام، والشراب، والنوم، وغير ذلك، وكان إذا رأى فدان القصب مثلا يقول: يجيء منه كذا، وكذا قنطار عسل وكذا، وكذا قنطار سكر فلا يزيد، ولا ينقص عما قال، وطلب السلطان لما زاره أن يبني له رباطا فأخذ السلطان من يده، وأدخله جامع ابن طولون، وقال هذا الجامع كله لي اجلس في أي مكان شئت منه فسكت السلطان، وكان يقول: لا ينبغي للفقير أن يطأ زوجته إذا حملت إلا لغرض صحيح من إعفافها أو إعفافه، ولا ينبغي له وطؤها لمجرد الشهوة فإن ذلك نقص في الفقير، وكان يقول: إياكم، والإنكار على الناس فيما يحتمل التأويل فإني رأيت فقيها أنكر على فقير صنعة الخيال مع المحبظين فأخرج الفقير للفقيه بابا في الخيال وأجلس الفقيه على مكان، وجاء الفيل فلفه بزلومته، وضرب به الأرض فمات فأصبح الفقيه فوقع على ذلك ودفنوه آخر النهار، وقال: مررت يوما على مارس قمح وإذا صبي يقطف من السنابل، ويضعه في قفته فقلت له خل يا ولدي زرع الناس فقال: ومن أين ثبت عندك أنك زرع الناس، والله إنه زرع أبي وجدي فخجلت بين الفقراء من كلامه، وقلت له: جزاك الله يا ولدي خيرا أدبتني حين فاتني التأديب وكان رضي الله عنه يقول: ثلاثة لا يفلحون في الغالب ابن الشيخ، وزوجته وخادمه أما ابنه فإنه يفتح عينه على تقبيل المريدين يده، وحمله على أعناقهم، والتبرك به، ويطيعونه في كل ما يطلبه فتكبر نفسه ويرضع من حب الرياسة من صغره فتتوالى عليه الصفات المظلمة فلا يؤثر فيه، وعظ واعظ، ويتجرأ على الأكابر، وينفي مشيختهم عليه فإن جاء صالحا فاق، والده وانتفع بوالده أكثر من كل أحد وأما الزوجة فإنها ترى الشيخ بعين الإزواج لا بعين الولاية فتعتقد أنه محتاج إليها في الشهوة فإن نور الله تعالى بصرها، ورأته بعين الولاية انتفعت به قبل كل أحد لملاصقتها له ليلا، ونهارا، وأما الخادم فلتكرار رؤية الشيخ، واطلاعه على أحواله من المأكل، والمشرب، والمنام، ولذلك قالوا: لا ينبغي للشيخ أن يأكل مع المريد، ولا يجالسه إلا عند ضرورة خوفا على المريد من سقوط حرمته من قلبه فيحرم بركته من قلبه فيحرم بركة الصحبة فإن نظر الخادم إلى الشيخ بالتعظيم انتفع به كذلك، وأفلح أكثر من غيره رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ عبد الغفار القوصي
رضي الله تعالى عنه
صاحب كتاب التوحيد في علم التوحيد، كان رضي الله عنه جامعا بين الشريعة، والحقيقة أمارا بالمعروف ناهيا عن المنكر يبيع نفسه في طاعة الله تعالى، ويحكي أنه أكل مع ولده يقطينا فقال لولده: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب اليقطين فقال: ما هذا إلا قذارة فسل السيف، وضرب عنق ولده، وقدم غرض الشارع صلى الله عليه وسلم على ثمرة فؤاده، ومن كلامه رضي الله عنه:
فؤاد لا يقر له قرار ... وأجفان مدامعها غزار
وليل طال بالأنكاد حتى ... ظننت الليل ليس له نهار
Página 136