Las Grandes Clases de al-Sha'rani
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Editorial
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Año de publicación
1315 هـ
جميع الخلع، وأزيد منها وتولى الحق سبحانه وتعالى تربيته بنفسه " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين " " السجدة: 17 ".
وكان رضي الله عنه يقول: ما سأل أحد الناس من دون الله تعالى إلا لجهله بالله وضعف إيمانه، ومعرفته، ويقينه، وقلة صبره، وما تعفف من تعفف عن ذلك إلا لوفور علمه بالله عز وجل، ووفور إيمانه، وحيائه منه سبحانه وتعالى، وكان رضي الله عنه يقول: إنما كان الحق تعالى لا يجيب عبده في كل ما سأله فيه إلا شفقة على العبد أن يغلب عليه الرجاء، والغرة فيتعرض للمكربة، ويغفل عن القيام بأدب الخدمة فيهلك والمطلوب من العبد أن لا يركن لغير ربه والسلام وكان رضي الله عنه يقول: علامة الابتلاء على وجه العقوبة، والمقابلة عدم الصبر عند وجود البلاء والجزع، والشكوى إلى الخلق، وعلامة الابتلاء تكفيرا، وتمحيصا للخطيئات، وجود الصبر الجميل من غير شكوى، ولا جزع ولا ضجر، ولا ثقل في أداء الأوامر، والطاعات، وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات، وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس والسكون للأقدار حتى تنكشف، وكان رضي الله عنه يقول: من أراد الآخرة فعليه بالزهد في الدنيا ومن أراد الله فعليه بالزهد في الآخرى، وما دام قلب العبد متعلقا بشهوة من شهوات الدنيا أو لذة من لذاتها من مأكول أو ملبوس أو منكوح أو ولاية أو رياسة أو تدقيق في فن من الفنون الزائدة على الفرض كرواية الحديث الآن، وقراءة القرآن بالروايات السبع، وكالنحو، واللغة، والفصاحة فليس هذا محبا للآخرة، وإنما هو راغب في الدنيا وتابع هواه، وكان رضي الله عنه يقول: تعام عن الجهات كلها، ولا تعضض على شيء منها فإنك ما دمت تنظر إليها فباب فضل الله عنك مسدود فسد الجهات كلها بتوحيدك، وامحها بيقينك ثم بفنائك ثم بمحوك ثم بعلمك، وحينئذ تفتح من عيون قلبك جهة الجهات، وهي جهة فضل الله الكريم فتراها بعين رأسك فلا تجد بعد ذلك فقرا، ولا غنى وكان رضي الله عنه يقول: كلما جاهدت النفس، وغلبتها، وقتلتها بسيف المجاهدة أحياها الله عز وجل، ونازعتك وطلبت منك الشهوات، واللذات المحرمات منها والمباح لتعود معها إلى المجاهدة، والمقاتلة ليكتب لك نورا، وثوابا دائما وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ".
وكان رضي الله عنه يقول: كل مؤمن مكلف بالتوقف، والتفتيش عند حضور ما قسم له فلا يتناوله، ويأخذه حتى يشهد له الحكم بالإباحة، والعلم بالقسم كما قال عليه الصلاة والسلام: " المؤمن فتاش والمنافق لفاف " والله تعالى أعلم.
ومنهم أبو بكر بن هوار البطائحي
رضي الله تعالى عنه
كان شاطرا يقطع الطريق فوقع له سماع هاتف بالليل أما آن لك أن تخاف من الله تعالى فتاب من ساعته رضي الله عنه، وهو أول من ألبسه أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخرقة ثوبا، وطاقية في النوم فاستيقظ فوجدهما عليه وكان رضي الله عنه يقول: أخذت من ربي عز وجل عهدا أن لا تحرق النار جسدا دخل تربتي، ويقال إنها ما دخلها سمك، ولا لحم قط فأنضجته النار أبدا، وانعقد إجماع المشايخ من أهل عصره على جلالته، وعلو مقامه، ومن كلامه رضي الله عنه التوحيد إفراد القدم عن الحدوث، وخروج أكوان، وقطع الحجاب، وترك الوقوف مع كل ما علم، وكل ما جهل فإن علم التوحيد مباين لوجوده، ووجوده مفارق لعلمه فإذا تناهى، فإلى الحيرة، وكان رضي الله عنه يقول: التصوف ذكر باجتماع، ووجد باستماع، وتحمل باتباع وكان رضي الله عنه يقول: الخوف يوصلك إلى الله، وهو أن لا تأمن وقوع البطش بك مع الأنفاس، وكان يقول: الجمع بالحق تفرقة من غيره، والتفرقة من غيره جمع به وكان رضي الله عنه يقول: احتقارك للناس مرض عظيم لا يداوى. وكان رضي الله عنه يقول: أوتاد العراق ثمانية: معروف الكرخي، وأحمد بن حنبل، وبشر الحافي ومنصور بن عمار، والجنيد، والسري السقطي، وسهل بن عبد الله التستري، وعبد القادر الجيلي فقيل له: ومن عبد القادر فقال أعجمي شريف يسكن بغداد يكون ظهوره في القرن الخامس، وهو أحد الصديقين، وأعيان أقطاب الدنيا رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ أبو محمد الشنبكي
رضي الله تعالى عنه
انتهت إليه رياسة هذا الشأن في وقته وبه تخرجت السالكون الصادقون مثل الشيخ أبي الوفاء، والشيخ منصور رضي الله عنهما، وغيرهما وكان رضي الله عنه شريف الأخلاق كامل الأدب وافر العقل كثير التواضع، وكان في بدايته يقطع الطريق على القوافل فتاب على يد أبي بكر بن هوار البطائحي رضي الله عنه فصار يبري الأكمه، والأبرص، والمجنون بدعوته ومن كلامه رضي الله عنه: أصل
Página 113