84

وأخرجه أبو داود، والترمذي عن أنس؛ من تفريج الكروب.

قلت: ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، من ثمان طرق بلفظ: ((أو رجل من أهل بيتي)) أو ((رجل من أهلي)).

وخبر تبليغ علي (ع) لبراءة وأخذها من أبي بكر متواتر، قد روته

طوائف الأمة، من المحدثين والمفسرين، وجميع النقلة، وليس فيه متمسك لجواز النسخ قبل إمكان العمل؛ فيرد على أهل العدل؛ لعدم التصريح في الروايات المتواترة بالأمر لأبي بكر بقراءتها؛ وإنما المعلوم بعثه بها وأخذها منه، فليس المأمور به والمقصود منه إلا أخذها، والسير بعض المسافة، على اختلاف الروايات؛ لما فيه من الحكمة ببيان عدم صلاحية أبي بكر لذلك؛ وأنه لا يقوم مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أمثال هذا المقام إلا وصيه وأمينه، وسيد أهل بيته، وخليفته على أمته.

[تعللاتهم في صرف الخلافة]

ولأمر ما، احتج بذلك ترجمان القرآن، وبحر العلم، وحبر الأمة، عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على عمر بن الخطاب، لما تحاورا في أمر الخلافة، فقال عمر: ما أرى صاحبك إلا مظلوما.

فقال ابن عباس: فاردد إليه ظلامته.

فمضى يهمهم ثم قال: ياابن عباس، ماأظنهم منعهم عنه إلا أنه استصغره قومه.

فقال ابن عباس: والله ما استصغره الله ورسوله حين أمره أن يأخذ براءة من صاحبك.

...إلى آخر المحاورة.

رواه أبو بكر الجوهري بإسناده إلى ابن عباس، ورواه الزبير بن بكار عن ابن عباس رضي الله عنهما وروى طرفا منها الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة /78 (ع) في الشافي، وفيه: قال عمر: هو والله لها أهل، ولكن الناس يستصغرونه.

Página 78