الثالث: أنه ماأدخلها إلا على وجه الإيناس، وتجنبا للإيحاش؛ بدليل أنه /56 ما أدخلها إلا بعد أن سألته؛ ثم إن في الروايات الأخر، مثل: رواية أبي الحمراء وغيره، أنه كان يأتي إلى باب علي وفاطمة ثمانية عشر شهرا أو تسعة أشهر ويتلو الآية؛ ولم يكن في البيت أم سلمة ولاغيرها؛ وهكذا ماقاله في حق واثلة بن الأسقع؛ فظهر أنه لم يرد إلا الإيناس.
قلت: كما ورد من نحو: ((سلمان منا أهل البيت))، ((وشيعتنا منا)) مما يعلم قطعا أن ليس المراد في الأحكام الخاصة على الحقيقة، وإنما هو في الاتصال والانضمام.
قال الإمام رضي الله عنه : السابع: أنه لو أريد غيرهم في
الآية، لما دعاهم وحدهم ولما أشار إليهم وحدهم؛ بل يكون ذلك الفعل والحكم بأنهم أهل البيت وحدهم، تلبيسا وخيانة في التبليغ؛ وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك؛ فيقطع حينئذ مع هذه الوجوه بخروج غيرهم عن أن يكون من أهل البيت، سواء كن الزوجات أو الأقارب، كبني العم أو نحوهم، كما يقتضيه بيانه وإيضاحه صلى الله عليه وآله وسلم للمقصود من الآية.
[دخول الذرية في مسمى أهل البيت(ع)]
فإن قلت: يعلم مما ذكرت أن أهل البيت هم الأربعة فقط، فلا يكون ذريتهم من أهل البيت كما ذكرت أنه يقتضيه البيان.
قلت وبالله التوفيق : إنما أراد بقصر الحكم على الأربعة، إخراج من عداهم من الموجودين في زمنه - صلى الله عليه وآله وسلم - من الزوجات والأقارب، ولو وجد في ذلك الوقت أحد من ذريتهم لأدخله، ولكن لم يوجد إلا الأربعة؛ وأيضا أهل البيت يتناول الآتين بعده صلى الله عليه وآله وسلم كما يتناول الموجودين في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما أن لفظ الأمة تناول الآتين بعده صلى الله عليه وآله وسلم كما يتناول الموجودين في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم .
ولنا على إدخال ذريتهم في جملة أهل البيت إيضاحا لما تقدم أدلة /57
Página 57